كشف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي عن استسلام 10 آلاف إرهابي بفضل سياسية المصالحة الوطنية التي تبنتها الجزائر منذ مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى السلطة في 1999.وقال خلال مداخلته في الاجتماع المنعقد بنيويورك في إطار الجمعية العامة ال66 للأمم المتحدة أن "هذه السياسة الطموحة للمصالحة ومحاربة التطرف شهدت نجاحا باهرا بما أنها سمحت بعودة عدد هام من الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم إلى المجتمع وتم إدماجهم فيه والذي بلغ 10.000". أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أول أمس الإثنين بنيويورك أمام منظمة الأممالمتحدة أن تمويل الإرهاب يعد "أحد أكبر الدعائم" المشجعة لهذه الظاهرة. وجاء هذا التصريح لمدلسي في مداخلته خلال الاجتماع المنعقد في إطار الجمعية العامة ال66 للأمم المتحدة الذي يهدف إلى تقييم مدى تنفيذ الإستراتيجية العالمية الأممية لمكافحة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العامة عام 2006 ودراسة التعاون الدولي في هذا المجال. وقال مدلسي بالمناسبة أن العمل الذي تقوم به الجزائر على المستويين شبه الإقليمي والإفريقي وضمن الأممالمتحدة في مجال مكافحة آفة احتجاز الرهائن وإطلاق سراحهم مقابل دفع الفدية للجماعات الإرهابية "يساهم بشكل كبير في محاربة التطرف والتحريض على إرهاب". وأوضح الوزير في هذا الصدد أن "هذه الممارسة المربحة بشكل مرعب تشكل متنفسا للفئات الأكثر هشاشة والأكثر حرمانا من السكان ومنهم على وجه الخصوص الشباب في بعض مناطق العالم على غرار بلدان شبه منطقة الساحل". واعتبر رئيس الديبلوماسية الجزائرية في هذا السياق أن المساعي التحسيسية التي تقوم بها البلدان الأعضاء والمنظمات الدولية المكلفة بمحاربة الإرهاب حول إشكالية دفع الفدية ترجمت بالمصادقة على قرار ضمن الاتحاد الإفريقي يدين بهذه الممارسة. واستطرد يقول أن ذلك ترجم كذلك بمصادقة الأممالمتحدة على قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن التي "حققت خطوة مشجعة في مجال التكفل بهذه المسألة". ومن جهة أخرى صرح مدلسي أمام الأممالمتحدة أن الجزائر تغتنم سانحة هذا المنتدى لتجديد إدانتها الشديدة للإرهاب بكل أشكاله، بما في ذلك الأعمال التي من شأنها دعمه وتشجيعه بشكل مباشر أو غير مباشر. وأعرب في هذا الإطار عن ارتياحه لتأكيد اللائحة 1963 (2010) لمجلس الأمن على أهمية تركيز الجهود حول الوقاية وتقييم التهديدات والمخاطر، وكذا القضاء على ظروف انتشار الإرهاب من خلال متابعة وطيدة لتنفيذ اللائحة 1624 (2005). وأكد مدلسي انه يدعم محاربة الإرهاب الإلكتروني واستعمال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام الحديثة في نشاطاتها التوظيفية والتحريضية. وفي تطرقه إلى التعاون الذي يحظى "بمتابعة شديدة" بين الجزائروالأممالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب أكد الوزير أنه ترجم بوضع تحت تصرف الأممالمتحدة كمية هامة من العتاد الوثائقي والأرشيف المكتوب والسمعي البصري، وكذا الأشرطة القصيرة والوثائقية. وأضاف بخصوص هذه النقطة أن "التحسيس عن طريق الدعائم الإعلامية المناسبة من خلال شهادات إرهابيين جزائريين أعلنوا توبتهم يبرز النتائج الإيجابية في مجال محاربة التطرف وسياسة السلم والمصالحة الوطنية التي باشرتها الجزائر منذ أكثر من عشرية بدفع من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". وذكر أن هذه السياسة كرست ب"ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي لقي تأييدا واسعا من خلال استفاء شعبي". بان كي مون في اجتماع الجمعية العامة تأكيد على بحث سبل تعزيز الالتزام والتعاون في مكافحة الإرهاب دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأعضاء إلى تعزيز تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب من أجل إفشال مهددي السلم، وخلال اجتماع رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب عقد بنيويورك بمشاركة وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي حث الأمين العام الأممي الدول على "بحث سبل تعزيز الالتزام بمكافحة الإرهاب وإعداد مخطط يعكس إصرارها على القضاء على الإرهاب وبناء عالم أكثر أمنا وعدالة للجميع". وفي هذا السياق أكد بان كي مون "ما أراه هنا اليوم هو الاعتراف بأننا جميعا سوية في هذا الكفاح. وما أراه اليوم هنا هو بداية عهد جديد من التعاون ضد الإرهاب"، وأضاف أن "المكافحة الناجعة للإرهاب تتطلب الجمع بين أدوات اجتماعية وتربوية واقتصادية وسياسية تستهدف العوامل الرامية لجعل الإرهاب خيارا مغريا". ومن جهته أعرب رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز الناصر عن أمله في "مساهمة المباحثات في إعطاء دفع للاتفاقية العامة حول الإرهاب الدولي". وأضاف "عالمنا معرض لتهديد الإرهاب"، موضحا أن "الأعمال الإرهابية تتناقض مع المبادئ والمثل العليا التي تقوم عليها منظمتنا وجهودنا الوطنية نحو الأمن والإزدهار". وركز في الأخير على ضرورة تطبيق استراتيجية الأممالمتحدة العالمية حول مكافحة الإرهاب. يمثلها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل الجزائر حاضرة في منتدى مكافحة الإرهاب بنيويورك يشارك يوم غد ب "نيو يورك" الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في حفل الإطلاق الرسمي لمنتدى مكافحة الإرهاب الذي، والذي سيترأسه كل من هيلاري كلينتون كاتبة الدولة الأمريكية وأحمد داوود أوغلو وزير الشؤون الخارجية التركي اللذين سيترأس بلدهما مناصفة المنتدى لمدة سنتين. وبحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فان هذا المنتدى سيكون متبوعا بعد يوم غد الجمعة باجتماع للجنته التنسيقية، فيما ستعقد مجموعة العمل الأولى هذه التي يترأسها كل من الجزائر وكندا أول اجتماع لها بالجزائر بالعاصمة في الخريف المقبل. وقد أنشأ المنتدى خمس مجموعات عمل إقليمية وموضوعاتية خصصت إحداها لتعزيز القدرات في منطقة الساحل، ويعتبر منتدى مكافحة الإرهاب الذي تعد الجزائر عضوا مؤسسا فيه مبادرة متعددة الأطراف غير رسمية تضم نحو ثلاثين بلدا. ويعتزم المنتدى توفير ووضع معايير وأدوات التعاون الكفيلة بتعزيز نشاطات الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية من خلال تبادل التجارب والتجنيد وتنسيق الموارد ودعم الاستراتيجيات الإقليمية التي تم وضعها.