احتلت مجموعة من الشباب السوريين في لندن شرفة السفارة السورية، بينما اقتحمت مجموعة أخرى السفارة السورية في فيينا، واقتحم أكراد سوريون مقر سفارة دمشق في برلين واقتحم آخرون مبنى بعثة الأممالمتحدة في جنيف احتجاجا على مقتل الزعيم الكردي المعارض مشعل تمو. وبحسب مصادر إعلامية، رفع الشباب في شرفة السفارة السورية في لندن علم ما قبل الوحدة مع مصر والعلم الكردي، إلى جانب العلم الرسمي. واعتقلت الشرطة البريطانية نحوعشرة متظاهرين ممن حاولوا الدخول إلى السفارة. وقد أعلنت السفارة السورية في لندن أن متظاهرين سوريين قاموا بتشويه مدخلها بالقاذورات والدهان، وحاولوا تحطيم بابها الرئيسي وأنزلوا العلم السوري ورفعوا بدلا منه علم سوريا القديم والعلم الكردي. ونقلت المصادر ذاتها، عن المكتب الإعلامي في السفارة أن الحادث وقع بعدما تجمعت مظاهرة مؤلفة من نحو خمسين شخصا، حيث قام أربعة منهم فجأة –وفق المصدر نفسه- بتشويه مدخل السفارة بالقاذورات والدهان وحاولوا تحطيم الباب الرئيسي. وأضاف أن الأشخاص الأربعة أسقطوا بعد ذلك العلم بينما كان الدبلوماسيون السوريون موجودين في الداخل لمنعهم من اقتحام السفارة، مشيرا إلى أن الشرطة البريطانية خلت إلى المبنى لإخراج المهاجمين. وقد اعتقلت الشرطة البريطانية نحو عشرة ممن حاولوا اقتحام السفارة، وفرضت طوقا أمنيا حول المبنى. في حين اعتصم عشرات المتظاهرين أمام السفارة يهتفون بسقوط نظام بشار الأسد. وجاء اقتحام السفارة السورية في لندن بعد ساعات من حادث مماثل في العاصمة النمساوية، حيث ذكرت الشرطة أن مجموعة أشخاص اقتحموا مبنى السفارة السورية في فيينا في الساعات الأولى من يوم أمس،، مشيرة إلى أنها ألقت القبض على 11 شخصا، بعد مشاركة نحوعشرين شخصا في مظاهرة مناهضة للنظام السوري. وأشارت متحدثة باسم الشرطة النمساوية إلى أن الواقعة ربما مرتبطة بحركة الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري، "غير أنه لم يعرف الدافع وراء هذه الحادثة على وجه التحديد.. ولا مطالب هذه المجموعة".
وتجري الشرطة حاليا التحقيق مع المجموعة التي ألقي القبض عليها، وتضم رجالا ونساء يحملون الجنسية السورية. كما لم تقيم الأضرار المادية التي نجمت عن الحادث على نحو دقيق بعد. وإثر هذا الحادث استدعى معاون وزير الخارجية والمغتربين السوري أحمد عرنوس القائم بالأعمال النمساوي في دمشق وأبلغه احتجاج سوريا "الشديد" لتعرض سفارتها في فيينا للاقتحام. وذكرت وكالة الأنباء السورية، أن عرنوس أبلغ القائم بالأعمال أن سوريا تدين "هذا العمل الإجرامي وتحمل السلطات النمساوية المسؤولية الكاملة عن أي خلل بالحماية اللازمة عملا بأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية". وفي برلين أعلنت الشرطة الألمانية أن نحو ثلاثين متظاهرا اقتحموا السفارة السورية في برلين ليل السبت الأحد حيث التقوا السفير السوري. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح متحدث باسم الشرطة أن أعضاء المجموعة اجتازوا السياج الفاصل عن حرم السفارة ووجدوا أنفسهم وجها لوجه مع السفير "الذي يعيش في هذا المكان".وأضافت أن السفير سارع إلى الاتصال بالشرطة وطلب منها "اتخاذ تدابير على الأراضي السورية"، في إشارة إلى الوضع القانوني للسفارة. ولفت المتحدث إلى أن رجال الشرطة واكبوا المتظاهرين إلى خارج المبنى. ولم تسجل إصابات. وكان متظاهرون آخرون متجمعين أمام مقر السفارة التي قاموا برش جدرانها بالكتابات. وفي جنيف اقتحمت مجموعة من الأكراد السوريين ليل السبت الأحد مبنى بعثة الأممالمتحدة في جنيف احتجاجا على مقتل الزعيم الكردي المعارض مشعل تمو. وقالت مصادر إعلامية سويسرية، إن أفراد المجموعة كانوا يلوحون بالأعلام السورية وألقوا وثائق من نافذة المبنى متعدد الطوابق قبل أن تلقي سلطات الأمن القبض على أفراد المجموعة الخمسة في وقت لاحق. وقال التلفزيون السويسري، إن الواقعة بدأت بتجمع نحو أربعين كرديا سوريا أمام مبنى بعثة الأممالمتحدة في جنيف للاحتجاج على مقتل مشعل تموالناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا واستخدم خمسة منهم إسقالة لاقتحام المبنى.