أكد أمس وزير الفلاحة المغربي عزيز أخنوش، أن بلاده لمست إرادة قوية من طرف الجزائر للعمل سويا على تفعيل برنامج طموح يهدف إلى دمج تجربتين رائدتين مغاربيا وإفريقيا في القطاع الفلاحي، الأولى جزائرية تتعلق بتطوير المشاتل ودعم الزراعات الصحراوية بالتقنيات الحديثة والثانية مغربية ترتبط بمشاريع استحداث الأحزمة الخضراء في المناطق الجنوبية وتعزيز مشاريع تربية المواشي، سيما الأبقار الحلوب والأغنام والإبل. وقال أخنوش، أمس، أمام أكثر من 200 رجل أعمال ما بين جزائري ومغربي خلال افتتاح أشغال المنتدى الجزائري المغربي حول الشراكة والتعاون في هذا المجال، قال إنه حان وقت التكتل والمضي قدما نحوتفعيل مشاريع مشتركة تخدم المصالح الإستراتيجية لكلا البلدين، خصوصا وأن مجالات التكامل كبيرة وتنتظر فقط اليد التي تدفع بها نحوالتكريس والتفعيل. من جانبه، قال ممثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية سيد احمد فروخي الذي تحدث نيابة عن الوزير رشيد بن عيسى الذي غاب عن الحدث لأسباب مهنية قاهرة، إن الرباطوالجزائر قررتا مواجهة التحديات المشتركة بخطة عمل موحدة، والهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليص من التبعية الغذائية للخارج خصوصا لما نعلم أن البلدان يستوردان أكثر من 60 بالمائة من حاجياتهما الغذائية من الدول الأوروبية، في وقت كان الأجدر بحكومتي البلدين استغلال الفرص التكاملية المتاحة في القطاع على أكثر من صعيد، مثل ترقية التبادلات التجارية والبحث العلمي والري وتصنيع الأسمدة وتجهيزات وعتاد الفلاحة وتطوير المشاتل وتربية المواشي، موضحا أن الجزائر والمغرب تقعان في منطقة يعتبر فيها الأمن الغذائي تحديا كبيرا. وأشار فروخي إلى أن اختيار المغرب الشقيق ليكون "ضيف شرف" الطبعة السابعة للصالون الدولي لفلاحة "أجرو اكسبو الجزائر 2011" لم يكن عشوائيا، بل من منطلق الاستعداد الكبير الذي يوليه المتعاملين المغاربية لسوق الاستثمار الفلاحي في الجزائر. وقد تعزز هذا الاهتمام أكثر بعد إعادة بعث عمل اللجنة المخلطة الجزائرية المغربية التي وقعت خلال العامين الماضيين على العديد من اتفاقيات التعاون بعضها دخل حيز التنفيذ والبعض الآخر ما تزال محل دراسات جدوى. وقال فروخي إن المتعاملين الجزائريين مستعدين لنقل كامل تجاربهم وخبراتهم في المجال الفلاحي إلى نظرائهم في المغرب، خصوصا في الشُعب الفلاحية التي قطعت فيها الجزائر أشواط معتبرة باعتراف الهيئات الدولية، أهمها تجارب تسيير الموارد الطبيعية والتحكم في تقنيات تحسين الإنتاج. وعاد الوزير المغربي ليتحدث عن فرص التعاون بين البلدين، حيث أكد حيث دعا إلى العمل منذ الآن من أجل توفير الظروف الملائمة لتحقيق تنمية مستدامة وبالتالي الاكتفاء الذاتي والتصدير. وتشارك المغرب في الصالون الدولي للفلاحة "أجرو إكسبو الجزائر 2011" الذي ستتواصل فعالياته حتى 24 من الشهر الجزائر ب 30 شركة متخصصة في مختلف النشاطات الفلاحية، وترفع شعار "من أجل شراكة جزائرية مغربية نوعية". ويترقب أن يواصل مسؤولوها مسار المفاوضات مع نظراءهم الجزائريين الذي شرع فيها على هامش فعاليات الصالون الدولي الأخير للفلاحة الذي نظم في مدينة مكناس المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و26 أفريل الماضي، وقد كان هذا اللقاء متبوعا بزيارة قام بها الوزير المغربي عزيز أخانوش إلى الجزائر منتصف شهر جوان الماضي تم خلالها التوقيع على ثلاثة اتفاقات للتعاون في مجال تربية الأبقار والتكوين والإرشاد الفلاحي.