بسكرة - تقاطعت مقاربة وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى مع نظيره وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش يوم الأحد ببسكرة حول إمكانية التكامل في القطاع الفلاحي بين البلدين. ففي تصريحات صحفية بمناسبة زيارة الوفد الوزاري لولاية بسكرة قال رشيد بن عيسى" إن التواصل يكون عبر عناصر متعددة كالجانب العلمي والتقني والتكوين والإرشاد الفلاحي والمراقبة الصحية للنباتات". و ذكر الوزير أنه كانت له فرصة لزيارة المغرب في شهر أفريل الماضي حيث اطلع بمعية نظيره المغربي على جوانب من النشاط الزراعي وجملة من المنشآت والهياكل ذات الصلة بالقطاع بهذا البلد. ومن جهته اعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي السيد عزيز أخنوش الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر" مهمة" معربا عن اعتقاده بأن القدرات الجزائرية متطورة فيما يخص القطاع الفلاحي وبإمكان التجربة الجزائرية في ميدان تنمية ثروة النخيل التي وصفها بأنها" رائدة" أن تكون سندا لترقية ثروة النخيل بالمغرب. وأوضح أخنوش أن المغرب بلد مهم بالنسبة للجزائر في مجال استهلاك التمور مبرزا أن التمور الجزائرية مقبولة لدى المستهلك المغربي "الأمر الذي يتيح إمكانية تصدير هذا المنتوج على نطاق واسع" نحو بلده. و أعلن بالمناسبة كذلك أن صالونا مغربيا سيقام بالجزائر بمشاركة مهنيين في القطاع الفلاحي وذلك في آفاق شهر نوفمبر المقبل. وسمحت هذه الجولة الميدانية للوفد الوزاري بمعاينة على مستوى مدينة طولقة ( 36 كلم غرب بسكرة) مؤسسة لمعالجة التمور تابعة لمتعامل من القطاع الخاص. وتتربع هذه المؤسسة على مساحة 3.200 متر مربع ودخلت حيز الإنتاج عام 1999 وحصلت على مرافقة مالية في إطار الصندوق الوطني للضبط والتنمية الزراعية. ويتمثل النشاط الرئيسي لهذه المؤسسة التي حصلت على شهادة التصدير الشرفية للمواد الفلاحية لسنة 2010 صادرة عن المعهد العالمي للتجارة بالجزائر في تعبئة وتثمين وتسويق التمور بمعدل 2.500 طن سنويا. وتصدر هذه المؤسسة منتوجها من التمور نحو 18 دولة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وسويسرا وبلجيكا والسويد والهند وماليزيا واندونيسيا كما تتطلع للتصدير إلى روسيا والصين حسب الشروحات المقدمة من طرف صاحب هذه المؤسسة . كما عاين الوفد الوزاري مستثمرة تابعة لنفس المتعامل حيث قدمت للوزير المغربي شروح حول تقنية اقتصاد الماء في مجال السقي الفلاحي من خلال انتهاج نظام السقي الموضعي عبر بساتين النخيل والذي يرتكز على مبدأ ضخ الماء مباشرة بواسطة قنوات عبر محيط النخلة دون الحاجة لاستعمال السواقي. وتوجت هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا بمعاينة المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية الكائن بعين بن نوي بضواحي عاصمة الولاية حيث قدمت للوفد الوزاري معلومات حول سير النشاط بالمعهد الذي دخل حيز النشاط عام 1986 ويضم 5 محطات جهوية تغطي جنوب البلاد ويتولى إنجاز دراسات تقنية مرتبطة بالموارد الطبيعية والإنتاج في المناطق الصحراوية. ولدى معاينته لأقسام المعهد استمع الوزير المغربي لمعلومات حول وظائف المخبر المركزي الذي يأخذ على عاتقه تحليل التربة والمياه والنباتات و القيام بتجارب تحسين تشكيلات التمور ومشتقاتها بصفة طبيعية أي "منتوج بيو" دون الحاجة إلى استخدام مواد كيماوية . وقبل ذلك اطلع الوزير بنفس المعهد على تقنية صرف المياه الزائدة داخل النسيج الفلاحي والتي تعتمد على مبدأ حفر خنادق تصب فيها المياه الفائضة عن الاستعمال الفلاحي. وكان الوفد الوزاري قد استهل زيارته لولاية بسكرة بمعاينة مستثمرة فلاحية ببلدية مزيرعة (100 كلم شرق بسكرة) حيث تم الإطلاع على مختلف المنتجات النباتية والحيوانية بالمزرعة. للتذكير فإن الوزير المغربي حل أمس بالجزائر على رأس وفد هام وقام أثناء زيارته لولايتي تيبازة والبليدة بتفقد هياكل فلاحية بمنطقة المتيجة. وتميزت الزيارة في يومها الأول بالتوقيع على ثلاث اتفاقات تعاون بين الجزائر والمغرب في المجال الفلاحي تتعلق بمجالات البحث العلمي والتكوين والإرشاد وحماية الصحة النباتية.