صرح جمال ولد عباس في ندوة صحفية بخصوص الإجراءات التي اتخذها بخصوص ملف الأدوية ومتابعة ما وصفهم بمافيا الدواء التي كانت سببا في ندرة الدواء، بأن ملف تسيير الدواء من صلاحياته هو باعتباره المسؤول الأول على قطاع الصحة. أما بخصوص الرسالة المكتوبة التي تلقاها من رئيس الحكومة أحمد أويحيى حول نفس الملف، قال جمال ولد عباس: من حق رئيس الحكومة أن يستفسر عما يجري باعتباره الوزير الأول، مشيرا بالقول إلى أن لكل واحد مهامه والمسؤولية المكلف بها. وقف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والوفد المرافق له من البرلمانيين من التحالف الرئاسي والسلطات الولائية خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية قسنطينة، لتفقد مشاريع قطاعه، على تطور إنتاج الدواء بمجمع "صيدال"، الواقع بالمنطقة الصناعية، وعبّر الوزير عن غضبه للنسبة التي سجلها المجمع والتي اعتبرها بالضئيلة جدا كونها لا تفي الغرض المطلوب الذي يحتاجه سوق الأدوية، حيث تقدر الطاقة الإنتاجية التي تقدر ب: مليونين و500 ألف وحدة في السنة، غير أن نسبة إنتاج هذه السنة ( 2011) لا تتجاوز مليون و200 ألف وحدة من مادة الأنسولين، بالرغم من الدعم المالي الضخم الذي تحصل عليه المجمع من قبل رئيس الجمهورية والذي يقدر بقيمة 17 مليار دينار. وقال ولد عباس خلال إشرافه على تدشين مخبر الأدوية بن جابر الواقع بنفس المنطقة، إن الجزائر عرفت تقدما ملموسا في الصناعة الصيدلانية من حيث الإنتاج والنوعية، مؤكدا أن تغطية الدواء في سنة 2014 ستصل إلى نسبة 70 بالمائة، خاصة بالنسبة لداء السرطان. وعبّر الوزير في هذا الإطار أن قطاعه يعمل على تشجيع المنتجين في هذا المجال من أجل تقليص التبعية من الخارج، بمعنى عدم اللجوء إلى استيراد الدواء من الخارج، وترقية المنتوج الوطني وإعطاء الأولوية للنوعية والتكوين المتواصل للإطارات الطبية والمتابعة والمراقبة المستمرة، ودعا ولد عباس إلى نبذ ثقافة "البريكولاج" والعمل على تحويل التكنولوجية في إطار الشراكة مع الدول الأخرى والاستفادة من تجاربها، وبخاصة الهند والصين التي عرفتا تقدما في مجال الدواء وهما يحققان إنتاج 80 بالمائة من المادة الأولية لصناعة الدواء عبر العالم. وفي ندوة صحفية، نفى جمال ولد عباس بالمناسبة أن تكون خلافات بينه وبين الوزير الأول أحمد أويحيى، مؤكدا أن هناك عملا تنسيقيا بين هذا الأخير والوزراء الذين يعملون تحت إشرافه كونه مخولا من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأعطاه الصلاحيات الأولى، وأوضح جمال ولد عباس العلاقة الحميمة التي تربطه برئيس الحكومة أحمد أويحي قائلا: بيني وبين أويحيى أخوة ويربطنا عمل مشترك ومنسق، لاسيما فيما يتعلق بمشاكل الأطباء والممرضين، وبالتالي لا يوجد أي غبار بيننا، والناس التي تريد إثارة البلبلة أضاف الوزير ما عليها، إلا أن تبحث عن شيئا آخر تتسلى به وتتركنا وشأننا، لأن هؤلاء أرادوا أن يخلقوا مشكلة بيني وبين أحمد أويحيى، وقد سبق وأن صرح جمال ولد عباس بامتلاكه قائمة المتورطين في تضخيم فواتير الدواء التي تقدر بملايين الدولارات، دون الكشف عن أسمائهم وحول الملف إلى الجهات المعنية.