رفض الجيش الباكستاني، أمس، نتائج التحقيق الأمريكي في الضربة الجوية التي شنتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي الشهر الماضى، وأدت إلى مقتل 28 جنديا باكستانيا على الحدود بين أفغانستانوباكستان. ونقلت مصادر اعلامية عن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال اطهر عباس إن باكستان لا تتفق مع النتائج التي توصل إليها تحقيق الولاياتالمتحدة و"الناتو"، معللا ذلك بأنها منقوصة الحقائق، وأشار إلى أن ردا مفصلا سيصدر عن الجيش الباكستاني عندما يتلقى التقرير الرسمي. من جانبهم، رأى المسؤولون الأمريكيون بعد الكشف عن نتائج تحقيقهم في الهجوم الذي وقع في شهر نوفمبر الماضي، أنه يعود إلي سوء اتصال بين الجانبين. يذكر أن باكستان، قد حذرت على لسان رئيس وزرائها يوسف رضا جيلاني الولاياتالمتحدة من أن أي هجوم يستهدف أراضيها، سيقابل برد حازم، حيث تأزمت العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن مؤخرا، لا سيما بعد مقتل 28 جنديا باكستانيا في غارة للناتو. وبعد نحو شهر من هذا الخطأ الذي اثار استياء باكستان، فان التحقيق الذي قاده الجيش الامريكي بالتعاون مع الحلف الاطلسي والذي رفضت باكستان ان تشارك فيه لم يحمل ايا من الطرفين المسؤولية. وعزا الجنرال الامريكي ستيفن كلارك الذي قاد التحقيق هذا الخطأ الى عدم تبادل الجانبين للمعلومات ما يظهر "عدم ثقة تاما" بين التحالف وباكستان رغم تحالفهما الرسمي في "مكافحة الارهاب" منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وتدهورت العلاقات بين اسلام اباد والدول الغربية منذ الغارة الجوية لقوة ايساف التابعة للحلف الاطلسي والتي يقودها الامريكيون في افغانستان، ما اسفر عن مقتل 28 جنديا باكستانيا كانوا منتشرين في مركز حدودي في 26 نوفمبر. واثار الحادث اعتراضا كبيرا من جانب الحكومة الباكستانية، واتصل الرئيس باراك اوباما بنظيره اصف علي زرداري لتقديم تعازيه، لكن الولاياتالمتحدة لم تقدم اعتذارا علنيا. وردت اسلام اباد بمنع مرور قوافل امداد الحلف الاطلسي داخل اراضيها، ولا يزال هذا الاجراء معمولا به. واعلنت الحكومة الباكستانية ايضا اعادة النظر في تعاونها مع الولاياتالمتحدة لمكافحة الارهاب، وامرت الامريكيين باخلاء قاعدة عسكرية يستخدمونها لاطلاق طائرات امريكية من دون طيار وقاطعت المؤتمر الدولي حول افغانستان الذي عقد في بداية ديسمبر في مدينة بون الالمانية.