شرعت محافظة تطوير السهوب بولاية النعامة، مؤخرا، في توزيع 300 صفيحة لإنتاج الطاقة الشمسية و16 تجهيزا لتوليد الطاقة عن طريق الرياح بغية تشجيع وتعميم استعمالات الطاقة المتجددة والنظيفة بالأرياف -حسب ممثل الهيئة بالولاية-. ويأتي تجسيد هذا البرنامج الجديد لتعميم الطاقة الشمسية بالولاية بالموازاة مع عمليات مد شبكات الكهرباء في الأرياف والتي تتواصل حاليا على مساحة 200 كلم بمبلغ 500 مليون دج في إطار برنامج تنمية مناطق الهضاب العليا لتشمل مع نهاية سنة 2009 توصيل أزيد من 1248 عائلة تنشط في مجالات الاستثمار الزارعي والتربية الحيوانية. وحسب مصلحة دعم الإنتاج النباتي والحيواني تعتزم مديرية المصالح الفلاحية مع بداية السنة المقبلة تجهيز 13 بئرا رعويا متواجدة بعدد من المناطق النائية من الولاية بمضخات استغلال المياه التي تشغل بالطاقة الشمسية وهذا لتمكين الموالين المتمركزين بمناطق عدة "كبوقرن"، "بن نجة النوار"، "الروداسة"، "سدرة الغزال"، "القعلول"، "فرطاسة"، "تالة"، "نسانيس" و"كدية عبد الحق" من استغلال المياه من الآبار الرعوية المنتشرة عبر سهوب منطقة النعامة، وأوضح المصدر ذاته أنه سيتم تكثيف تلك البرامج، خلال سنة 2009، بتعميم استغلال الموارد الطبيعية للولاية ومنها توفر أشعة الشمس الحرارية وقوة الرياح لتحويلها إلى طاقة نظيفة تستخدم في ضخ المياه الجوفية للآبار من أجل سقي الزارعات العلفية وتشريب قطعان المواشي وضمان استقرار المربين بمواطنهم الأصلية. وقد تحولت نسبة 40 بالمئة من المراعي السهبية للولاية إلى أراضي لمحميات جديدة يمنع حرثها أو استغلالها في الآجال القريبة لإعطاء مهلة للغطاء النباتي بالاستقرار، كما أن الموالين تفهموا قرار السلطات بحظر النشاط الزراعي والرعوي بتلك الأراضي واحترموه للتقليل من سرعة زحف الرمال نحو السهوب، وقد لجأت الولاية إلى تنصيب 248 خلية إنتاجية للطاقة الشمسية، خلال الخمس سنوات الماضية، لفائدة قاطني الخيم من مربي المواشي في البوادي لمواجهة مشكلة ارتفاع تكاليف توصيل شبكة الطاقة الكهربائية ولتواجد هؤلاء بمواقع متناثرة عبر مساحات الأرياف السهبية والصحراوية الشاسعة التي تمتد عبر مليوني و183 ألف هكتار يقطنها زهاء 15 ألف نسمة من عائلات البدو الرحل ومربي الماشية. وبالرغم من تلك الجهود، يرى رئيس الجمعية الولائية لحماية البيئة ومكافحة التصحر وممثلو الفدرالية الولائية للمربين، بأن مستوى استهلاك الطاقة في المناطق الريفية للولاية لا يزال منخفضا، كما أن التجهيزات المتوفرة بالولاية من أجل إنتاج الطاقة المتجددة لا تلبّي احتياجات أغلب العائلات القروية خاصة مع جهود تشجيع الهجرة العكسية للقرويين، ويبقى تعميم هذه الطاقة البديلة برأي المهتمين رهين تعميم تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتشجع الأسر على تربية المواشي والدواجن وإعداد دراسات وتخطيط وتصميمات تقنية تراعي تنصيب مولدات وخلايا الطاقة المتجددة وفقا لطبيعة وتضاريس ومناخ المنطقة.