قال وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، إن اكتشاف جديد للمحروقات بشمال البلاد لأول مرة في تاريخها في مناطق يفترض أن تكون غنية بالبترول والغاز، ولكنها غير مستغلة بعد، موضحا أن دائرة الاستكشافات والتنقيب في المجمع ستعمل بداية من الثلاثي الأول العام المقبل 2012 بتقييم الاكتشافات الجديدة قصد تحديد نسبة إعادة تشكيل مخزونات المحروقات فيها خصوصا في الحوضين الأساسيين، الأول يقع في منطقة جبل درمون جنوب ولاية تبسة والثاني في منطقة تملزانة بين ولايتي البيض وبشار. وأوضح الوزير، أمس الأول الخميس، خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني أن مجمع "سوناطراك" حقق بموازاة الأحواض المكتشفة في مناطق الشمال 20 اكتشافا جديدا خلال سنة 2011، بعضها بالشراكة وغالبيتها عن طريق "سوناطراك" بشكل فردي. وكان المجمع قد حقق سنة 2010، 29 اكتشافا للمحروقات اغلبها واقع في أحواض جنوب البلاد، وبالتحديد في منطقة بركين وإليزي. كما أن 27 من هذه الاكتشافات حققتها سوناطراك بمجهودها الخاص. ويبقى شرق الصحراء المنطقة البترولية الرئيسة للجزائر، حيث ما زالت تحتوي على احتمالات كبيرة من الاكتشافات، حسب معطيات نشرتها وزارة الطاقة والمناجم في نشريتها الموسمية "بوسم". وفي شمال البلاد، وعلى الرغم من اكتشافات الزيت والغاز بكميات قليلة، فإن الطاقة البترولية لم يتم الكشف عنها بعد نظرا للجيولوجيا الوعرة، حسب نفس المعطيات. وتبعث الصحراء الوسطي التي تعد منطقة غازية على الأمل في اكتشافات أخرى، في حين أن موارد الصحراء الغربية تبقى غير معروفة تقريبا. وتعتزم الشركة الوطنية "سوناطراك" الشروع في التنقيب عن المحروقات في عرض البحر بولاية جيجل خلال العام المقبل. وقد تم لهذا الغرض منح رخصة التنقيب من طرف الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات لفائدة "سوناطراك"، وذلك على محيط يسمى "أوف شور بجايةعنابة" عبر كتل 144 أ و145 الواقعة بالمياه الإقليمية لولاية جيجل. مشروع إنجاز مصفاة تكرير النفط بتيارت سار وفق الأجندة المحددة وبخصوص الأخبار التي تم تداولها مؤخرا، ومفادها أن مجمع "سوناطراك" قد تراجع وبشكل نهائي عن المشروع الذي كان يعتزم تنفيذه، والخاص بإنجاز مصفاة لتكرير النفط بولاية تيارت، فنّد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي هذه الأخبار وقال إنها "عارية من الصحة تماما"، مؤكدا أن المشروع سار نحو التنفيذ وفقا للأجندة المسطرة له، مشيرا إلى أن الدراسة التقنية والتجارية التفصيلية الخاصة بهذه المنشأة النفطية، ستنتهي خلال بضعة أشهر. السوق العالمية بحاجة إلى 30 مليون برميل إضافي يوميا آفاق 2020 من جانب آخر، أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أن السوق النفطية العالمية "متوازنة حاليا"، غير أن العالم بحاجة إلى حوالي 30 مليون برميل يوميا إضافيا لضمان استقرار الأسعار، مجددا تأكيده بأن القرارات التي تم اتخاذها في قمة أوبك الأخيرة في فيينا كانت صائبة، بحيث ستمكن من تجاوز حالة التذبذب التي شهدتها السوق النفطية طيلة العاميين الماضيين 2010 و2011 من حلال إيجاد توازن بين العرض والطلب. بعد سحب رخصة الاستغلال من المجمع الاسترالي "جي أم أي ريزورسز" أكد وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، أن مجمع سوناطراك بصدد البحث حاليا عن شريك جديد لاستغلال منجم ذهب تيراك امسماسة بولاية تمنراست في أقصى جنوب البلاد، الذي يستغله بمفرده حاليا بعد سحب رخصة الاستغلال من الشريك السابق الاسترالي "جي أم أي ريزورسز"، مضيفا قوله: "نحن نواصل إنتاج الذهب بإمكانياتنا الخاصة ونحن بصدد البحث عن شركاء أقوياء لديهم معارف لنعقد شراكة معهم"، وأضاف الوزير، أنه مع الشريك الجديد الذي سيتم اختياره "نعتزم تكثيف الاستغلال في منطقة الهڤار التي تزخر بكمية هامة من المعدن الأصفر". وأكد يوسفي الاحتمال الذي تم التطرق إليه في مطلع ديسمبر الجاري بشأن اللجوء إلى مجمع منجمي أجنبي هام لإعطاء دفع لعملية البحث عن الذهب في أعماق المنجم. وحسب الوزير، فإن مجمع "سوناطراك "يضمن حاليا "بمفرده وبإمكانياته الخاصة" الإنتاج في هذا المنجم، في انتظار إيجاد الشريك الجديد. وحسب مصادر تناقلتها الصحافة مؤخرا، فإن المجمع القطري "قطر للمناجم" يحظى بمكانة ترشحه ليكون الشريك المستقبلي لمجمع سوناطراك. وجاء في نشرية المناقصات "البوسم" التي يصدرها قطاع الطاقة والمناجم، أنه تم خلال الزيارة التي قام بها وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة، الاتفاق بين شركة قطر للمناجم وشركة مناجم الجزائر "منال" على بحث إمكانية استحداث شركة مختلطة لاستكشاف الذهب على مستوى موقعي تيراك وامسماسة بولاية تمنراست. وكان مجمع سوناطراك قد استعاد جميع أسهم شركة جي.أم.آي ريزورسز.