قررت حركة مجتمع السلم في اختتام أشغال مجلسها الشوري الوطني أمس الأحد الانسحاب من التحالف الرئاسي.ويضم التحالف الرئاسي الذي تشكل سنة 2004 إلى جانب الحركة حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وذلك بهدف تجسيد برنامج رئيس الجمهورية. وكان رئيس الحركة أبوجرة سلطاني قد أكد عند افتتاح أشغال مجلس الشورىيوم الجمعة الفارط أن 2012 ستكون بالنسبة لحركته "سنة تنافس وليس تحالف"، معتبرا أن الاستمرار في التعاطي مع التحالف بهذا "المستوى الأفقي" هواستمرار في "الرداءة السياسية التي لن تخدم الوطن ولن تقدم جديدا للمواطن". وأضاف أن الحركة "تتطلع إلى المنافسة على المراتب الأولى وتحتاج أساسا من أجل ذلك إلى "تحرير خطابها من عقدة الازدواجية". وقد قرر مجلس حركة مجتمع السلم أمس الأحد بالجزائر العاصمة "فك الارتباط" مع حزبي التحالف الرئاسي الممثلين في حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. ودعت الحركة في البيان الختامي الذي توج أشغال الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني إلى "تشكيل حكومة تكنوقراطية لتسيير الانتخابات". وثمنت الحركة "الضمانات" التي قررها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في ما يخص "نزاهة وشفافية الانتخايات القادمة وتعزيز مفهوم الرقابة القضائية بأدوات قانونية صارمة". ودعا مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم كل الجزائريين والجزائريات إلى "الانخراط في العملية السياسية بما يحقق الاصلاحات المنشودة" وإلى "مزيد من اليقظة والتواصل مع مشروع الحركة". ودعت الحركة في ذات سياق مناضليها وأنصارها إلى مواصلة التحضير للاستحقاقات القادمة مثمنة منجزاتها خلال سنة 2011 وداعية إلى "تدارك النقائص". ويذكر أن مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم قد عقد دورته العادية على مدار ثلاثة أيام خصصت لمناقشة حصيلة نشاطات الحركة لسنة 2011 وكذا للمصادقة على البرنامج السنوي لعام 2012. وللإشارة تأسس التحالف الرئاسي سنة 2004 بهدف تجسيد برنامج رئيس الجمهورية يترأسه دوريا أحد الأحزاب الثلاثة، علما بأن آخر اجتماع له كان يوم 18 ديسمبر 2010، وكان من المقرر أن تتحول الرئاسة من جبهة التحرير الوطني إلى حركة مجتمع السلم شهر جويلية الماضي. اعتبرت جبهة التحرير الوطني قرار حركة مجتمع السلم الانسحاب من التحالف الرئاسي "لاحدث"، وقال المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، قاسى عيسي في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن قرار الحركة الانسحاب من التحالف الرئاسي "كان منتظرا ولا يستحق التعليق عليه". وصف التجمع الوطني الديمقراطي قرار حركة مجتمع السلم الانسحاب من التحالف الرئاسي بالقرار "السيد". وقال الناطق الرسمي للتجمع ميلود شرفي بحسب وكالة الأنباء الجزائرية أن التجمع الوطني الديمقراطي "يعبر عن شديد أسفه لقرار انسحاب أحد أحزاب التحالف الرئاسي،" غير أنه أضاف بأن قرار حركة مجتمع السلم بالانسحاب "سيد" يعود لقيادة الحركة نحترمه". وذكر شرفي أن التحالف الذي كان قائما بين التجمع وحركة مجتمع السلم وجبهة التحرير الوطني "هوالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية لتجسيده وليس ذوبان حزب في آخر". كما أكد أن التجمع يبقى "وفيا لمنطلقات إنشاء هذا القطب ويجدد التزامه بمواصلة العمل على تجسيد البرنامج الرئاسي".