أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أمس الأول الخميس، أن عملية تعميم الانترنت بسرعة 2 ميغابيت وأكثر ستكون بالمجان في الفضاءات الجماعية ودور الثقافة والمؤسسات التربوية من ثانويات وتكميليات، وذلك بتمويل من الوزارة عن طريق صندوق تمويل مستخدمي تكنولوجيات الاعلام والاتصال بداية من الثلاثي الثاني من العام الجاري، موضحا من جانب آخر أن الوزارة تعمل حاليا على ترقية الشريط العريض لشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية والقيام بإجراءات تنظيمية مناسبة وترتيبات لتأمين الشبكات. وأفاد بن حمادي خلال تدخله في جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية أن نسبة الاستعمال لخدمات الانترنت "لا تزال متواضعة"، وأن كل الجهود المبذولة لغاية اليوم "لم ترق إلى الطموحات المرجوة"، وهو ما يجري العمل استدراكه في الوقت الحاضر. في هذا الصدد، قال الوزير إن قطاعه يبذل حاليا قصارى جهده من أجل تعميم الانترنت ذي التدفق السريع وإيصالها إلى الجنوب والهضاب العليا والمناطق الجبلية والمعزولة. ولدى تطرقه إلى الخطوات المتخذة لتحسين خدمات الانترنت وتوسيع إيصالها وتعميمها ورفع نسبة المشتركين في شبكاتها أشار بن حمادي إلى عملية تدعيم الشبكة الأساسية الوطنية العمودية بإقامة شبكات وحلقات محلية على مستوى الولايات.
توفير خدمات الانترنت ذي التدفق السريع من الأولويات الوطنية حاليا وأكد بن حمادي أن برنامج تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال بما فيها الانترنت ذي التدفق السريع والأكثر سرعة من الأولويات الوطنية. وفي هذا الشأن، أشار بن حمادي إلى اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في ديسمبر 2011 والذي تقرر من خلاله وضع مخطط وطني للتدفق السريع والأكثر سرعة، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية المسماة "الجزائر الكترونية". وذكر بأن إدخال الانترنت ذي التدفق السريع والأكثر سرعة عملية حديثة العهد بدأت سنة 2005 بالاعتماد على النمط التكنولوجي الجديد وأن عدد مستعمليه كان محدودا سنة 2006 لترتفع مع نهاية 2011 الى 8 ملايين مستعملا، أي ما يعادل 20 بالمائة من العدد الإجمالي للسكان. من جهة أخرى، أكد بن حمادي أن القطاع يهدف إلى الانتقال بنسبة المشتركين في شبكة الانترنت من 20 إلى 50 بالمائة في حدود سنة 2014. نزاع "اتصالات الجزائر إيباد" ما يزال قائما ولا جديد في الملف وعلى المستوى الإقليمي، قال بن حمادي إن العمل جاري لانجاز خط للألياف البصرية يربط الجزائر العاصمة بالعاصمة أبوجا بنيجيريا مرورا بمدن ومناطق داخلية وجنوبية من الوطن. وبخصوص قضية اتصالات الجزائر مؤسسة توفير خدمات الانترنيت "إيباد" قال بن حمادي "ليس هناك جديد في النزاع القائم بين المتعاملين وان الخلاف المالي لم يتم تسويته بعد، فعلى هذا المتعامل ان يسدد الديون المترتبة عليه". وكان بن حمادي قد أشار في تصريحات سابقة إلى ان النزاع المالي بين "إيباد" واتصالات الجزائر يكمن في ديون مترتبة على هذه المؤسسة لفائدة اتصالات الجزائر تفوق قيمتها "أربعة مليارات دينار لم يدفع منها المتعامل الخاص" إيباد" دينارا وحدا حتى اليوم. للتذكير، فإن النزاع القائم بين المؤسستين يعود إلى ماي 2009 لما أمرت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال مؤسسة اتصالات الجزائر بتحصيل مجموع الديون سيما لدى موزعي خدمات الانترنت ومن بينها المتعامل الخاص لخدمات الانترنت" إيباد".