يعتقد مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، أن أهم عائق يمكن أن يصطدم به قبل مواجهة الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 أمام منتخب غامبيا يوم 29 فيفري المقبل؛ هوصعوبة أوبالأحرى استحالة تجميع اللاعبين في معسكر واحد لمدة طويلة تسمح له بتدعيم عامل الإنسجام والترابط بين مختلف الخطوط خاصة في حال قدوم لاعبين جدد، على غرار كادامورو، بن طيبة وشعلالي وبعض المحليين، حيث ان هؤلاء سيحتاجون إلى بعض الوقت للقدرة على التأقلم مع الأجواء الجديدة والتعرف على زملائهم، وقد اشتكى المدربون السابقون للخضر، رابح سعدان وعبد الحق بن شيخة، من هذا المشكل، حيث كانوا يتقيدون بتواريخ الفيفا ولم يوفقوا في تجميع كل عناصر التشكيلة لأكثر من ثلاثة أيام، إذ كان بعض المحترفين يصلون متأخرين ولا يتدربون مع المجموعة لوقت كاف، والجميع يعترف بأن هذا الأمر يرهق المدربين لانهم يضطرون في كل مرة للتعامل مع عدد معين من اللاعبين. ويأتي ذلك في وقت يعتمد فيه المنتخب الوطني بشكل شبه كلي على المحترفين، حيث أن هؤلاء يرتبطون مع أنديتهم التي لا تسمح لهم بمغادرة صفوفها قبل الموعد المحدد من الفيفا، وهذا عكس بعض المنتخبات التي تضم أكبر عدد من المحليين على غرار المنتخب المصري، وهو ما يسمح للمدرب باستدعاء عناصر المنتخب في أي وقت شاء دون أية قيود. وجدير بالذكر أن الناخب الوطني سيكشف عن القائمة التي ستسافر إلى العاصمة الغامبية بانجول في العاشر من شهر فيفري الجاري، ولن يتمكن من الدخول في تربص سوى بيوم واحد قبل موعد السفرية، على أن يشرع في التحضير الجدي من الجانب التكتيكي والنفسي فور الوصول إلى غامبيا قبل يومين من تاريخ إجراء المباراة. الظروف المناخية، ضغط الأنصار الرهيب وهاجس التحكيم.. صعاب يجب التغلب عليها ومن جهة أخرى، فإن العائق الثاني الذي يتخوف منه حاليلوزيتش بخصوص هذه المباراة الهامة؛ هو تأثير الظروف الطبيعية على اللاعبين، خاصة وأن غالبيتهم لم يتعودوا على مثل تلك الصعاب والتي يمكن اختصارها في الحرارة المرتفعة، الرطوبة العالية، الضغط الشديد الذي يفرضه الافارقة على المنتخبات الزائر،ة وكذلك هاجس التحكيم الإفريقي المعروف بارتكابه لأخطاء فادحة، وبالتالي فإن هذه المعطيات تلزم المدرب الوطني بتحضير تشكيلته جيدا من جميع النواحي، حيث أن أهمية الجانب النفسي تكمن في إبعاد اللاعبين عن الضغط، وهذا رغم كونهم محترفين، غير أنهم لم يتعودوا على مثل تلك الاجواء الصعبة، بينما يبقى الجانب البدني مهم جدا أيضا لكون الأفارقة يعتمدون بالدرجة الأولى على اللياقة البدنية والتدخلات العنيفة، فضلا عن صعوبة الظروف المناخية كالحرارة والرطوبة والتي تحتاج إلى استعداد بدني كبير لمقاومتها. في حين فإن الجانب التكتيكي يمكن اعتباره الأكثر اهمية، لأن اختيار خطة مناسبة تجنب اللاعبين بذل مجهودات أكثر وتجعلهم يسيرون المباراة بذكاء، وهنا يبرز دور المدرب بوضوح. ورغم الإنتقادات اللاذعة التي وجهها المدرب البوسني للاعبين المحليين خلال الندوة الصحيفة التي أعقبت التربص الأخير لهم، إلا أن الظروف التي ستلعب فيها مباراة غامبيا قد تضطره للإعتماد على أغلبهم، وهذا لكونهم يملكون خبرة وتجربة كافيتين في الملاعب الإفريقية، خاصة بالنسبة للاعبين الذين سبق لهم وأن شاركوا في مختلف المنافسات القارية مع شبيبة القبائل، مولودية الجزائر ووفاق سطيف. إرادة اللاعبين وطموحهم الكبير يبقي الأمل قائما ورغم كل هذه الصعاب، إلا أن التفاؤل لا يزال قائما بقدرة "فرسان الصحراء" على العودة بنتيجة إيجابية بالنظر إلى عودة الروح للكثير من المحترفين، فجمال مصباح الذي يعرف تألقا ملفتا مع العملاق الإيطالي ميلان، حيث انه استطاع الفوز بثقة المدرب أليغري بالرغم من كونه يلعب المباراة الثانية منذ انتقاله إلى صفوفه، وهو ما يعني أنه يتواجد في أوج عطائه، ما يفيد المنتخب الوطني كثيرا على الرواق الأيسر. ويقدم مدافع نادي السد القطري نذير بلحاج مستوى عاليا في ذات المنصب، وهو ما يؤهله للتواجد في التشكيلة الرئيسية، إلى جانب مصباح ويمكنه اللعب متقدما عليه نظرا لإمكانياته الهجومية العالية، عكس مردوده في الدفاع. وفي المحور، لا يزال مجيد بوڤرة محتفظا بتوازنه وصلابته مع لاخويا القطري وهو في طريقه للعودة إلى أوروبا، كما عاد عنتر يحيى من بعيد وانتزع مكانة ضمن صفوف كايزر سلاوترن الألماني، وهذا بعدما كان يعاني الأمرّين في الدوري السعودي، حتى أن أنصار الخضر طالبوا المدرب بإبعاده عن المنتخب، ولكن ذلك قد يشفع له هذه المرة. ومن المنتظر أن يدعم لاعب ريال سوسيداد الإسباني الياسين بن طيبة كادامورو محور دفاع الخضر، وهذا بعدما لمح الناخب الوطني إلى أنه مقتنع بإمكانياته، مما يعني أن اسمه سيرد في القائمة. ويأمل لاعب أبردين الأسكتلندي محمد شعلالي أن يستلم دعوة حاليلوزيتش لإبراز موهبته في أول مباراة بألوان الخضر، وسيكون الطموح أكبر محفز لهذين الأخيرين على تقديم كل ما يملكان للفوز بثقة المدرب وتحقيق النجومية لدى الأنصار، وهو ما يعني أنهما سيتحديان كل الصعاب. ونفس الشيء بالنسبة للمهاجم عبد القادر غزال الذي سيلعب في صفوف ليفانتي الإسباني، حيث يدرك جيدا أن مباراة غامبيا يمكن ان تكون الأخيرة له في حال عجزه عن هز الشباك، وبالتالي فهو مستعد للكفاح لتثبيت مكانته. ويبقى حلم المشاركة في مونديال البرازيل هو المحرك الأساسي لكل العناصر، وهو ما يدفعهم للتألق في هذه التصفيات.