ذكرت صحيفة الوطن السورية أمس الأربعاء أن الجامعة العربية طلبت من بعثة المراقبين في دمشق، المكلفة الاشراف على تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، مغادرة البلاد. ونقلت الصحيفة المقربة من السلطة عن أحد المراقبين الذي طلب عدم ذكر اسمه "أن البعثة أبلغت ظهر (الثلاثاء) بقرار سحبها وإنهاء مهامها". وأشار المراقب إلى أن "أي تفسير رسمي لم يعط لأعضاء البعثة الذين يقارب عددهم 65 عضوا". وكان الأمين العام للجامعة العربية قرر في 28 حجانفي وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا متهما الحكومة السورية ب"تصعيد الخيار الأمني".وتلحظ الخطة العربية وقف العنف والافراج عن المعتقلين وسحب السلاح الثقيل من المدن والسماح بحرية تنقل ممثلي وسائل الاعلام. وكان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي قال في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة أن "معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 جانفي الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب". وتشهد الانتفاضة الشعبية في سوريا والتي أدى قمعها إلى مقتل ستة آلاف شخص على الأقل وفق منظمات لحقوق الإنسان، مواجهات مسلحة بين قوات النظام والمنشقين عنها. من جهة اخرىأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرره "السوريون أنفسهم" في مفاوضات بين السلطة والمعارضة، متحدثا غداة زيارة لدمشق. ولم يرد لافروف على سؤال صحافي عما إذا كان بحث مع الأسد احتمال تنحيه من السلطة وقال "إن خلاصة أي حوار وطني يجب أن تكون نتيجة اتفاق بين السوريين انفسهم ومقبولة من جميع السوريين". وقال لافروف "إننا ندعم أي مبادرة تهدف إلى احلال الظروف لقيام حوار بين السوريين، وهذا ما ينبغي أن تفعله الأسرة الدولية، سواء العالم العربي أو أوروبا أو الولاياتالمتحدة او مناطق أخرى من العالم".وتابع "ليس من شان الاسرة الدولية ان تحاول تحديد نتيجة الحوار الوطني مسبقا". ولافروف الذي زار سوريا الثلاثاء اعلن من دمشق انه عقد لقاء "مفيدا جدا" مع الرئيس بشار الأسد، ونقل عنه التزامه العمل "على وقف اعمال العنف أيا كان مصدرها" في بلاده. وأعلن أعلن وزير الخارجية الروسي أن استدعاء عدد من الدول العربية والغربية سفراءها من سوريا "غير منطقي" ولا يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد، متحدثا غداة زيارة لدمشق. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو "إننا لا نفهم هذا المنطق، كما لا نفهم القرار المتسرع بتجميد نشاط بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا". وأضاف "لا أعتقد أن استدعاء السفراء يوجد ظروفا ملائمة لتطبيق مبادرة الجامعة العربية". وأغلقت الولاياتالمتحدة الإثنين سفارتها في دمشق لأسباب أمنية كما أعلنت بلجيكا وبريطانيا ثم الثلاثاء إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا استدعاء سفراءها "للتشاور". وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء أنها قررت الطلب من سفراء "النظام السوري" مغادرة اراضيها بشكل فوري، وسحب جميع سفرائها من دمشق منددة ب"المجرزة الجماعية ضد الشعب الأعزل" في هذا البلد وفقا لبيان رسمي.