أكد العديد من المواطنين من زبائن الوكيل الحصري لمنتجات العملاق الكوري "هيونداي" بالجزائر "هيونداي موتورز الجزائر" أن الشركة لم توف بوعودها حيالهم وتكتفي في كل مرة يقصدون مراكز تسليم السيارات الجديدة بطمأنتنا بأن الأمور تسير على ما يرام، وأن كل ما في الأمر أن عمليات إبحار البواخر من موانئ الشحن مؤجل إلى حين هدوء العواصف الهوجاء، التي يشهدها البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 12 يوم، لكن هذه "الحيلة" لم تنطل عليهم، لان مخالفة الشركة التزاماتها والآجال التي حددتها لهم لاستلام سياراتهم ليست وليدة الأمس، بل تعود إلى أشهر طويلة ماضية. انتقلنا، أمس السبت، إلى مركز تسليم السيارات الجديدة "هيونداي موتورز الجزائر" الكائن بالمنطقة الصناعية بوادي السمار، إلى جانب مركز خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار، حيث التقينا العديد من الزبائن الذين حضروا للاستفسار حول مصير سياراتهم الجديدة وهل آن الأوان لاستلامها بعد أكثر من 5 أشهر وأكثر بالنسبة لبضع الزبائن القادمين من عدة ولايات داخلية، حيث تفتقد الشركة إلى وكلاء بها، مؤكدين أنهم ملوا فعلا الانتظار والوعود الزائفة. اضطراب حركة الملاحة التجارية.. "حقنة مسكنة" وقد كشف لنا بعض الزبائن أن آخر "خرجه" لهذا الوكيل والتي وصفوها ب "الحقنة المسكنة"، هو إعلامنا بأن حركة البواخر التجارية في حوض البحر الأبيض المتوسط تشهد منذ أكثر من 12 يوم حالة من التذبذب، حيث توقفت عمليات إبحار البواخر بنسبة 80 بالمائة منذ الفاتح فيفري الجاري، وأن الوضع من المحتمل أن يستمر إلى غاية نهاية شهر فيفري الجاري والأسبوع الأول من شهر مارس، حسب آخر مستجدات نشريات الأرصاد الجوية في أوروبا. في البداية، حاولنا الاستفسار عما يحدث لدى مسؤولي المركز، لكن هؤلاء رفضوا الحديث إلينا بحجة أن الرئيس المدير العام للشركة عمر ربراب ومساعديه المباشرين هم المخولون للحديث إلى الصحافة عن "كل صغيرة وكبيرة" في الشركة. ولما سألنا عن المسؤولين المعنيين ، قيل لنا إن بعضهم في مهمة عمل قد تستغرق أياما خارج الوطن، والبعض الآخر منشغل بملفات أثقل وأكبر، بمعنى أننا أصبحنا أمام طرف واحد فقط وهم الزبائن الذين دعموا تصريحاتهم بالوثائق. وفي هذا الصدد، أظهر لنا "كريم.ب" وهو موظف في الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ملف طلبه الذي يعود إلى تاريخ 20 أكتوبر من العام الماضي لاقتناء سيارة من تنوع "أكسنت الجديدة"، حيث مُنح له مباشرة بعد دفع القسط الأول ب 10 بالمائة، أجل 80 يوما لاستلام سيارته، لكنه اليوم يدخل يومه 120 دون بصيص أمل، وقد قال بصريح العبارة "كم أضحكتني الخرجة الأخيرة لمسؤولي قسم تسليم السيارات الجديدة، عندنا تحدثوا عن سوء الأحوال الجوية التي حالت دون استلام شحنات من السيارات الجديدة، وهنا أتساءل: لماذا لم يتم تسليمي السيارة خلال شهر جانفي الذي كان مشمسا، بل وحارا إلى درجة أن نودي صلاة الاستسقاء؟". وشاطره الرأي زميله "مولود.ب" الذي أودع الطلب قبل كريم بنحو أسبوع وما يزال ينتظر، وأكد أنه تم إخباره عن طريق عون صيانة في الشركة أن ثاني عمليات تسليم ثاني شحنة من السيارات الجديدة لن تسلم قبل 10 مارس المقبل، بمعنى أنه مرغم على انتظار شهر آخر، إضافة إلى الأشهر الأربع الماضية. أما مراد.ع وهو موظف في السلك شبه الطبي، فقد ذهب أبعد من ذلك عندما طالب الدولة من خلال مؤسساتها الرقابية باستصدار قانون يحمي زبائن وكلاء توزيع السيارات، لأن الوضع بلغ حدا لا يطاق متسائلا: "لماذا تتركنا الدولة لحالنا وهي التي أصدرت تصاريح النشاط لهؤلاء الوكلاء؟ إننا أمام حالة جد صعبة تقتضي تدخلا عاجلا للدولة لإنصافنا". سيارات بترقيم 2011 في سوق تيجلابين بزيادة 50 ألف دينار من جهته، اعترف لنا "الجمعي.ب" وهو ممن أودعوا ملف طلب سيارة من طراز "هيونداي توكسون"، أن الشركة صارحته منذ البداية أن الطراز المطلوب يقتضي انتظار مدة 6 أشهر كاملة، لكنه اليوم يدخل شهره الثامن دون الحصول على سيارته، مؤكدا أنه صادف مرارا الطراز الذي طلبه في أسواق السيارات المستخدمة في تيجلابين والحراش، وأيضا يسير في الشوارع بترقيم 2011 معروض للبيع بسعر يفوق سعره لدى الوكيل "هيونداي موتورز الجزائر" ب 50 ألف دينار جزائري كاملة، بمعنى أن هناك "بزنسة" في الشركة. "طونمبولا" صالون السيارات 2008.. ما مصيرها؟ أما "سجية.ب" وهي موظفة في القطاع التربوي، فقد قالت إنها ما تزال تنتظر سيارتها من طراز"هيونداي آي 10" منذ أكثر من 4 أشهر، وقالت إن تصرفات الشركة وعدم احترامها للالتزامات أصبحت مألوفة منذ أن أعلنت خلال صالون السيارات الدولي 2008 عن "طونبولا" للفوز بسيارة من نوع "هيونداي ماتريكس"، وقالت الشركة إنها ستعلن عن اسم الفائز بعد سحب "الطونبولا" في الصحافة الوطنية بعد 3 أيام من اختتام صالون السيارات، لكن إلى حد اليوم وبعد مررو أكثر من 4 سنوات لم تنشر شيئا.. وهذا سلوك ماكر وإشهار كاذب يؤثر على سمعة الشركة الكورية الأم.