يتجه العديد من المواطنين لاقتناء السيارات الجديدة من الوكالات المعتمدة لاكتساب راحة البال وتفادي الأعطاب المتكررة للسيارات القديمة ومشاكل تصليحها والبحث عن قطاع الغيار، لكن الكثير منهم يصطدم بواقع غير منتظر حيث رغم أنه يمتلك سيارة جديدة فهو يتعرض لبعض المشاكل، خاصة فيما يتعلق بخدمات ما بعد البيع والحصول على قطع الغيار الأصلية حتى ولو كانت سيارته لا تزال تحت الضمان. تقربنا من بعض وكلاء السيارات المعتمدين للشركة الكورية ”هيونداي الجزائر” بضواحي العاصمة لمعرفة مدى نجاعة خدمة ما بعد البيع ومصلحة الصيانة، فتفاجأنا ببعض الزبائن غير راضين عن خدمة ما بعد البيع. ومحاولة منا معرفة انشغالاتهم توجهنا إلى أحد الزبائن واستفسرنا عن المشكل الذي يقابلونه، وهل يتلقى صعوبات في تصليح سيارته، فأخبرنا أحد الزبائن أنه انتقل من مدينة شرشال إلى العاصمة قصد إصلاح سيارته من نوع ”أتوس” بسبب عطب بها لم يعرف مصدره يتمثل في اهتزاز العجلات عند القيادة، مشيرا إلى أنه تم عرضها على مصلحة الصيانة لدى الوكيل المعتمد لولاية حجوط أين تم شراء السيارة والتي فحصت بجهاز السكانار الذي خرج بنتيجة سلامة السيارة من أي عطب تقني، ولكن صاحب السيارة بقي يعاني من نفس المشكل، وبعد عرضها مرة ثانية على مصلحة الصيانة بحجوط دائما، قام المسؤولون بتوجهيه إلى مصلحة الصيانة بالعاصمة أين تتواجد الشركة الأم ل”هيونداي الجزائر” الواقعة بواد السمار. وأضاف المتحدث إلى أنه تغيب عن العمل من أجل التنقل إلى الجزائر العاصمة متمنيا قضاء حاجته في اليوم ذاته وعدم تضيع وقته سدى، وحاول الزبون تسوية وضعه من خلال محادثات طويلة مع المكلف بالملف في مصلحة خدمة ما بعد البيع للتأكد من استمرارية ضمان السيارة، إلا أنه بعد اكتشاف أن الزبون قام بعملية التفريغ لسيارته خارج الوكالات المعتمدة للشركة تمت عرقلته، لكن بعد تبرير سبب توجهه إلى خارج الوكالة، موضحا أنه موظف وأبواب الوكالات المعتمدة مغلقة في عطلة نهاية الأسبوع ولا يمكنه التغيب بسبب عملية التفريغ، فتم تجاوز هذه العقبة، ليتم بعد ذلك فحص سيارته بجهاز السكانير مرة أخرى، ليظهر أن السيارة تعاني من عطب على مستوى أسطوانات الفرملة، وبعد التعرف على العطب علم الزبون أن قطع الغيار غير متوفرة على مستوى المخازن، وسيتم استدعاؤه عند وصول اسطوانات الفرملة في حدود مدة شهر من الزمن. وفي ظل كل هذه المعطيات الخاسر الأول والأخير هو الزبون الذي قطع عدة كيلومترات وتغيب عن وظيفته لعدم قضاء حاجته في الأخير. بقينا لمدة بمصلحة الصيانة التابعة للوكيل ”هيونداي موتورز الجزائر” لنصادف زبونا آخر يعاني من عطب في سيارته، تقربنا منه لنعلم أنه سائق أجرة اغتنم فرصة تقربنا منه للتعبير عن استيائه من الخدمات المقدمة من طرف مصلحة ما بعد البيع، وأكد لنا أن مهمة الحصول قطع الغيار الأصلية هي شبه مستحيلة في الأسواق المحلية ويتطلب الأمر انتظار شهور طويلة للحصول عليها من طرف إحدى وكالات ”هيونداي”، ما أجبره على التنقل إلى أسواق ولاية غرداية في الجنوب لاقتناء قطعة غيار، وهي حلقة من نحاس تأتي في علبة السرعة، مشيرا إلى أنه تحصل عليها بعد تدخل شخص ودفع مبلغ 42 ألف دينار أي أكثر من ضعف سعرها الحقيقي. ومن جهة أخرى أكد لنا سائق أجرة آخر، يمتلك سيارة من نوع ”هيونداي” صادفناه بنفس المصلحة، أنه قام بتغيير عدة قطع من المحرك من طرف مصلحة الصيانة للوكيل المعتمد بولاية برج بوعريرج، ومع ذلك فإن سيارته لا تعمل بشكل جيد. ”هيونداي” تؤكد أن السبب راجع لقانون المالية التكميلي ل2009 نقلنا هذه الإنشغالات إلى الإدارة العامة للوكيل المعتمد ”هيونداي موتورز الجزائر”، فأكدت لنا المكلفة بالإعلام، عباس نعيمة، ندرة بعض قطع الغيار التي تستورد مباشرة من كوريا الجنوبية، وأرجعت سبب هذا النقص إلى تأثير قانون المالية التكميلي لسنة 2009 الذي أثر سلبا على الواردات بسبب القرض المستندي الذي يتطلب مدة طويلة لإتمام إجراءات استيراد قطع الغيار، إلى جانب تخصص الموانئ، موضحة أنه سيتم تدارك هذا التأخر خلال السنة الجارية بإعادة هيكلة خدمة الصيانة، وبالأخص خدمة ما بعد البيع في مجال قطع الغيار، وأشارت إلى أنه من المرتقب تسلم حاوية من قطع الغيار الأصلية غدا أو بعد غد كأقصى تقدير، ومن شأنها تلبية طلبات الزبائن وتغطية حاجياتهم.