كشفت مصادر عليمة في الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك"، أن عودة المجمع للنشاط في ليبيا سيكون وفقا للاتفاقية المبرمة بينه وبين الشركة الليبية للنفط "ناشيونل أويل كوربورايشن أوف ليبيا"، الموقعة سنة 2005 في عهدة وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل. ورجحت مصادرنا احتمال عودة "سوناطراك" للنشاط في ليبيا قبل نهاية العام الجاري 2012، على أقل تقدير، وذلك بعد التحقق من أن الوضع ملائم لاستئناف النشاط. وكانت الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" قد جمدت من طرف واحد في ماي 2011 جميع عملياتها الاستثمارية مع الشريك الليبي "ناشيونل أويل كوربورايشن أوف ليبيا" في أحواض غدامس المتاخمة للحدود الجنوبية الشرقية للجزائر وكتل استكشافية أخرى وسط الصحراء اللبيبة، بسبب الاضطرابات التي دخلت فيها البلاد منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الزعيم معمر القذافي المغتال أكتوبر الماضي. وأوضحت المصادر أن "سوناطراك" ستعود مجددا للعمل ببنود الاتفاقية الموقعة مع الشركة الليبية للنفط "ناشيونال أويل كوربورايشن أوف ليبيا"، وذلك بعد أن تسمح الأوضاع بذلك في إشارة إلى الوضع الأمني وعودة الهدوء الى ربوع البلاد. وكانت "سوناطراك" قد سحب آخر عمالها وموظفيها في هذا البلد في جوان من العام الماضي، بعد أن أرتفع مؤشر حجم المخاطر تدريجيا، مما دفع بالشركة الى رفع درجة الإنذار بخصوص استثماراتها في ليبيا، وذلك حفاظا على سلامة عمالها وموظفيها العاملين هناك على خلفية حالة التشنج التي طبعت علاقة المجلس الانتقالي الليبي مع الحكومة الجزائرية منذ تأسيسه في مارس 2011. ومعلوم أن "سوناطراك" قد أطلقت أولى استثماراتها في ليبيا سنة 2005، وذلك في مجال الاستكشاف والتلقيب بالشراكة مع الشركة الليبية للنفط "ناشيونل أويل كوربورايشن أوف ليبيا" في كتل عديدة في منطقة غدامس الغنية بالنفط والغاز وكتل أخرى للاستكشاف وسط الصحراء الليبية، وقد وقّعت اتفاقية الشراكة بالجزائر في عهدة الوزير الأسبق للطاقة والمناجم شكيب خليل، ودعمت بأخرى ببنود مكملة وقعت في العاصمة الليبية طرابلس في أكتوبر من العام نفسه. وفي إطار هذه الاتفاقية، حقق مجمع "سوناطراك" اكتشافات مهمة خلال السنوات الخمس الماضية 2006 2010 في أحواض منطقة غدامس بالشراكة مع الطرف الليبي وكانت على استعداد للدخول في شراكات مع مجمعات طاقوية أجنبية كبيرة ناشطة في لبيبا، لكن اندلاع الأزمة في 17 فيفري من العام الماضي دفع "سوناطراك" للعدول عنها. ولم تستبعد مصادرنا عودة "سوناطراك" لبعث محادثاتها الشركاء اللبيبين والأجانب، لكن ليس على المدى القريب. للعلم، فان وزير الاقتصاد الليبي من المرتقب أن يقوم بزيارة إلى الجزائر قريبا، وسيكون ملف التعاون والشراكة البينية في قطاع المحروقات من بين أهم المحاور التي سيتباحثها مع نطيره الجزائري يوسف يوسفي، فضلا عن قطاعات اقتصادية أخرى، في مسعى ليبي متسارع لضبط برنامج "إعمار ليبيا".