سيكون المنتخب الوطني اليوم على موعد مع أول مباراة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 أمام المنتخب الغامبي بالعاصمة بانجول، حيث يسعى من خلالها إلى استعادة هيبته القارية التي فقدها منذ مونديال جنوب إفريقيا خاصة مع عدم تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا السابقة، ولوأن المعطيات المتوفرة توحي بأن المهمة لن تكون سهلة لا سيما مع الضغط الجماهيري وتأثير الظروف المناخية، إلا أن الناخب الوطني ومعه أشباله واثقون من تسجيل نتيجة إيجابية وذلك قياسا بعبارات التفاؤل التي أطلقوها قبل الإقلاع من العاصمة الفرنسية باريس باتجاه بانجول، والأمر الذي يمكن أن يكون مفيدا بالنسبة لحاليلوزيتش هو معرفته الجيدة بالكرة الإفريقية وكذلك تجربته المعتبرة مع الأفيال الإيفوارية، وتكتسي مباراة اليوم أهمية كبيرة بالنسبة للخضر، إذ أن الفوز أو التعادل من شأنه أن يسهل المهمة في مواجهة العودة بالجزائر بينما ستصعب الهزيمة الأمور أكثر خاصة وأن التأهل سيكون بطريقة مباشرة وهو ما يستدعي الكثير من الحيطة والحذر وعدم استسهال المنافس والتأهل بالضغوط، فنتيجة إيجابية في بانجول تعني اقتطاع نصف التأشيرة، ويدرك المدرب البوسني جيدا بأن الإخفاق في اجتياز عقبة "العقارب" سيرمي بسمعته في الجزائر إلى الحضيض حتى أنه قد يرهن مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني خاصة وأن هذه المباراة تعتبر بمثابة أول امتحان رسمي له، حيث أن إشرافه على آخر مبارتين لتصفيات الكأس الإفريقية الأخيرة كان بدون هدف نظرا لكون حظوظ الخضر منعدمة، وبالتالي فإن بداية دفاعه عن الهدف الذي سطره مع الفاف سيبدأ اليوم في غامبيا. ضرورة تسيير الربع ساعة الأول بذكاء وتجنب تلقي الأهداف وبالنظر إلى طبيعة المباريات في أدغال إفريقيا وطريقة لعب المنتخبات هناك، فإن الكثير من المتتبعين يرون بأن الربع ساعة الأول يعتبر أصعب فترات اللقاء، حيث يدخل أصحاب الأرض بعزيمة كبيرة بمساندة قوية من أنصارهم بغية تسجيل الأهداف وإرباك الخصم منذ البداية، وهوالسيناريو المنتظر اليوم، ولذلك فإنه يتعين على لاعبي الخضر التركيز جيدا ومحاولة تنظيم الصفوف الخلفية وعدم الوقوع في فخ الضغط الجماهيري، وكما جرت العادة فإن أشبال حاليلوزيتش لن يستطيعوا التحكم في الكرة مع بداية المباراة ولا حتى بناء هجمة منظمة وذلك بحثا عن قراءة طريقة لعب المنافس وفي نفس الوقت تجنب تلقي اهداف من شأنها أن تخلط أوراق المدرب، وفي حال مرور الدقائق الأولى دون أي خطر، فإن رفقاء بوقرة سيسترجعون كامل الثقة بأنفسهم، بينما تظهر حنكة وذكاء الناخب الوطني في الشوط الثاني خاصة في حال انتهائه بالتعادل، إذ أنه معروف لدى الأفارقة استمرارهم في الضغط حتى النهاية لأنهم يدركون جيدا بأن مهمتهم في لقاء العودة ستكون أكثر صعوبة وبالتالي فسيرمون بكل ثقلهم لحسم الأمور بميدانهم ومنها التنقل إلى الجزائر من موقع قوة. دخول المباراة بقوة لإرباك الغامبيين وخلط أوراقهم
ويتنبأ أنصار الخضر بأن المقابلة ستكون صعبة جدا ليس لكون المنتخب الغامبي قويا لكن لطبيعة المباراة والعوامل المحيطة بها والتي ستؤثر لا محالة على أشبال حاليلوزيتش، إذ سيطغى الاندفاع البدني والتدخلات الخشنة وكذلك اللعب الرجولي على المباراة، وبالتالي فيرون أنه من الواجب إقحام اللاعبين المحليين مثل مترف ولموشية وكذلك جابو لاعتيادهم على مثل هذه الظروف وذلك مقارنة ببودبوز وفيغولي اللذين من المستحسن إشراكهم في النصف ساعة الأخيرة، وهو ما أكد عليه حليلوزيتش في ندوته الصحفية الأخيرة بمركز تربص الخضر بباريس، حين قال "سنمر إلى السرعة القصوى في ال20 دقيقة الأخيرة، بينما يرى آخرون بأن هذه المباراة من نوع خاص بظروف مغايرة عن المعتاد بالنسبة لرفقاء عنتر يحي، حيث الأجواء مختلفة خاصة من ناحية الرطوبة العالية عكس الحرارة التي قيل بأنها عادية عند وصول بعثة المنتخب إلى بانجول، أما من الناحية الفنية، فيعتقد هؤلاء بأنه من الضروري دخول اللقاء بقوة من أجل قتل حماس الغامبيين وإرباكهم منذ البداية ودفع مدرب العقارب إلى إعادة النظر في خطته لأنه ينتظر دخول محتشم للخضر وتكتل في الخلف، ويشير بعض التقنيين إلى أفضلية الاعتماد على الفتحات من الجانب الأيمن والأيسر خاصة بوجود مصباح وبودبوز فضلا عن استغلال سرعة وخفة هذا الأخير وزميليه فيغولي وقادير في التوغلات لدفع العناصر الدفاعية للمنتخب الغامبي إلى ارتكاب الأخطاء التي يمكن أن تأتي الأهداف منها. الاعتماد على اللعب القصير الذي يرهق الأفارقة واستغلال الكرات الثابتة ومن جهته، فإن الناخب الوطني يراهن كثيرا على إرادة لاعبيه خاصة عندما لمس لديهم تفاؤلا كبيرا في العودة بنتيجة إيجابية، وقد طالبهم باستغلال الفرص المتاحة جيدا لأن تضييعها المتكرر يفقدهم الصواب والثقة بالنفس ويعطي دفعا معنويا للخصم، وشدد أيضا على ضرورة استغلال الكرات الثابتة لكونها قد تكون مفتاح الفرج وعدم اللجوء إلى الكرات العالية والتي لن تجد نفعا أمام اللياقة البدنية التي يتمتع بها لاعبو غامبيا، وبالتالي وجوب وضع الكرة على الأرض واعتماد تمريرات قصيرة وسريعة لأنها الطريقة التي يكرهها الأفارقة نظرا لكونها تتسبب في إرهاقهم، بالإضافة إلى ذلك فإن الهجمات المرتدة الخاطفة تعتبر أيضا سلاحا فعالا في يد حاليلوزيتش لا سيما بامتلاكه للاعبين يتميزون بالسرعة، ومن جهة أخرى، أشار المدرب الوطني إلى جانب مهم في مثل هذه المباريات وهو تشديد الخناق على حامل الكرة من الفريق الخصم، حيث أكد أنه سيولي أهمية كبيرة لاسترجاع الكرات وصد الهجمات وهذا مع فرض رقابة لصيقة على المهاجمين وعدم ترك الحرية لهم للتسديد والتوغل. الظروف المناخية في بانجول مناسبة ولن تشكل عائقا هذا ويذكر أن المنتخب الوطني قد حل بالعاصمة الغامبية بانجول أول أمس قادما من باريس أين أجرى تربصا قصيرا دام يومين فقط بمركز ليوناردودي فينشي، حيث وفور وصوله إلى بانجول برمج الطاقم الفني الوطني حصة تدريبية خفيفة فيما أجرى حصة ثانية أمسية أمس في نفس توقيت المباراة ونفس الملعب الذي يحتضنها، وذلك كما جرت العادة، وقد أكد حاليلوزيتش بأن تشكيلته جاهزة تماما للمواجهة وجميع لاعبيه يتواجدون في لياقة بدنية عالية. وللإشارة فقد حط الوفد الجزائري الذي يضم 54 شخصا منهم 23 لاعبا برئاسة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بمطار بانجول على الساعة السابعة مساء بالتوقيت الجزائري، وكان في استقبال زملاء القائد عنتر يحي عند وصولهم إلى بانجول سفير الجزائر بالسينغال غامبيا غينيا بيساوجزر الرأس الأخضر عبد الرحمن بن قراح ، ولم يشكو لاعبو الخضر من الحرارة خاصة بالنسبة للمخضرمين منهم الذين عاشوا أجواء قاسية من قبل، حيث أكدوا بأن الجو مناسب إذا استمر إلى غاية يوم المباراة، بينما أحس الجدد على غرار كادامورو بأن الطقس حار.