أطلق أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أمس السبت، النار على رئيس الحكومة الأسبق أحمد غزالي منتقدا تصريحاته التي خرج بها مؤخرا عندما قال إن المسار الانتخابي كان خطأ، وتساءل أحمد أويحيى كيف لوزير أول قدم خدمات للبلاد وإخراجها من الأزمة، أن يأتي منه اليوم هذا التصريح ويدعو الجزائريين إلى الامتناع عن التصويت، لأن الانتخابات التشريعية القادمة سوف تكون مفبركة؟ كما انتقد أحمد أويحيى دعوة بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات، مؤكدا أنه كأمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي لا نعترف بالمعارضة التي تدعو إلى المقاطعة. وأوضح أحمد أويحيى خلال الندوة الوطنية الثالثة الموسومة بالمرأة والإصلاحات السياسية في الجزائر، نظمت أمس بقصر الثقافة مالك حداد أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دخلت في تجسيد الإصلاحات السياسية، منتقدا أطرافا حاولت إفشال هذه الإصلاحات تحت غطاءات عديدة وبحجج واهية عبر وسائل الإعلام، معتقدين أن هذه الأخيرة ليست برنامجا، ولو أنها أنجزت بوتيرة سريعة، قال أويحيى إنه بعد الانتخابات الجزائر سنسير نحو تعديل الدستور. واعتبر الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن هذين المشروعين الانتخابات وتعديل الدستور مشروع الأمة العربية ولا يخص الأحزاب وحدها ولابد على أن الشعب الجزائري أن يضعهما ضمن أجندته، لأن الجزائر ما تزال في حاجة إلى السلم، وليست مستعدة في أن تدخل مرة أخرى في الفوضى. ودعا أحمد أويحيى الشعب الجزائر، والشباب على الخصوص، لأن يقول كلمته يوم الاقتراع و يصوت لصالح الجزائر الديمقراطية. وأراد أويحيى بهذا القول، أن الجزائر عاشت ما يكفي من العنف والرعب في العشرية السوداء ولا تريد تكرار تجربة 91، أو كما قال لا تريد أن تعود إلى "الكلاش والذبيحة"، وهي رسالة وجهها أويحيى إلى الشباب والمرأة بالدرجة الأولى التي كانت الأقرب من المذابح وفقدت أعز شخص في العشرية السوداء. أحمد أويحيى لم يستثن في حديثه أن يطلق النار كذلك على "الإسلاميين" الذين وصفهم ب: "الدراويش" عندما راح بالقول: إذا أرادت المرأة الجزائرية أن تبقى مثل سلالتها عبر التاريخ مسلمة حرة، عليها بالوقوف على الوطن وليس بإسلام "الدراويش"، وعليها كذلك أن تتذكر ما حدث طيلة تلك المرحلة وكيف تحول الإسلام إلى فوضى، وأضاف أحمد أويحيى قائلا: "لسنا ضد الإسلاميين ونحن لا نهاجمهم، ولكن العدو الأول والثاني والثالث للجزائر هو عدونا"، ولكن نثمن هذه الشريحة التي كانت الأولى في تجنيد المرأة الجزائرية للعمل السياسي ليلا في انتخابات 91 ودعوة المجتمع للتصويت على رقم، 06 في إشارة منه إلى الحزب المحل الذي فاز بأغلبية ألأصوات وقتذاك. وقد أسهب أحمد أويحيى، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أمام 1000 امرأة حضرت اللقاء الوطني الذي نظم خصيصا حول المرأة والإصلاحات السياسية في الجزائر، بحضور نوارة جعفر الوزيرة المكلفة بشؤون المرأة والأسرة وعز الدين ميهوبي، في الحديث عن الدور الذي لعبته المرأة ومراحل نضالها منذ الثورة إلى اليوم مشاركتها في الحياة السياسية في هذه الندوة التي حضرتها أكثر من 1000 امرأة، مؤكدا أنه حان الوقت في عهد الثورات والفايسبوك والعولمة أن يكون حضور المرأة أكثر من أي وقت مضى باعتبارها القلعة التي تحمي القيم والعادات والسلاح الذي يحمي الشعب من مسخ شخصيته من أي غزو ثقافي. وحول حصة المرأة من المقاعد في مجلس النواب، اعتبر أحمد أويحيى عدد المقاعد النسوية ضئيلا جدا، بحيث يصل عددها 13 مقعدا من مجموع 383 مقعدا، وأن هذا العدد لم يتغير ولم يرتفع إلا ب 03 مقاعد منذ الاستقلال إلى اليوم، وهذا كما قال يعتبر إجحافا في حق المرأة التي ناضلت إلى جانب أخيها الرجل وكافحت وواجهت المشاكل والعقبات قبل الاستقلال وأيام المحن في العشرية السوداء. وقال الأمين العام الأرندي، إن هناك شعوبا تدعي أنها تملك مراجع حقوق المرأة وحقوق الإنسان في المقابل لم تمنح للمرأة حق الانتخاب إلا في القرن العشرين، في حين أعطت الجزائر للمرأة حق اتخاذ القرار السياسي وفي مجال العمل. وللإشارة فقط، فإن الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي كان قد التقى بإطارات حزبه مساء الجمعة بمقر الحزب بقسنطينة، وفي جلسة مغلقة شدد على قواعده بالولاية بأن لا ينزل عدد المقاعد عن 04 مقاعد، وأن يكون المتشرحون الذين اختارتهم القاعدة في مستوى طموحات الشعب.