وقفت العديد من الدراسات التي أجراها خبراء في الانتخابات، ومنهم الدكتور ديب، أنه لابد من تكريس الوعي الإنتخابي، وهذا الوعي حسبهم لابد أن ينطلق من التمسك بالنظام الديمقراطي. ويرى الدكتور ديب أن تصحيح الديمقراطية إنما يكون بالمزيد من الديمقراطية، وهي حسبه الطريقة المثلى لإنجاح العملية الانتخابية التي يعتبر "الناخب" الحلقة الأولى فيها. ويرى المراقبون السياسيون أن الديمقراطية والنظام البرلماني يشكلان أداة للتغيير والتقدم، وعلى الأحزاب السياسية أن تكرس لهذا المسعى وتخلق في المواطن الحماس لممارسة حقه الإنتخابي، وهم يقصدون بذلك المواطنين الذين يرون في العمل الإنتخابي أمرا ثانويا ولا يأتي بالجديد، طالما النتيجة محسومة لصالح أسماء معينة، أو يجد نفسه تحت ضغط المترشح الذي يحاول أن يفرض عليه رأيه، وبالتالي فذهابه للاقتراع كعدم ذهابه. لقد تحوّلت العملية الانتخابية حسب الدراسات إلى "مشكلة انتخابية" وهي اليوم محل بحث عند الأكثرية من الباحثين في المجال السياسي، لأن الأمر عندهم يتعلق بعامل السن والخبرة الميدانية. ولعل أهم هذه الأسباب، أن ابن الثامنة عشر من العمر ما زال ينقصه الوعي الإنتخابي ويجد صعوبة في اختيار الرجل الأمثل، وأن تصويته لصالح شخص أو حزب يكون من باب "العاطفة". في حين يرى البعض أن نكران حق الشباب في هذه السن، هو اعوجاج للديمقراطية، وهذه الأخيرة لا يمكن تصحيحها إلا بإعطاء المزيد من الديمقراطية، لأن الإقبال على ممارسة الحق الإنتخابي فرض يمليه العقل والضمير والمصلحة العامة، شريطة أن يضع أصحاب الشأن أي الذين ينظمون العملية الانتخابية بين أيديهم الصورة الواقعية لطريق ممارستهم الحق الإنتخابي، حتى تتكشف له العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتتضح أمامه صورة الحياة الديمقراطية حتى لا يبقى يمارس من الديمقراطية إلا الذهاب إلى مركز الاقتراع كل خمس سنوات. الفرق بين الناخب والمقترع والمؤيد يعرف المختصون "الناخب" كل مواطن بلغ سنا معينة تؤهله في أن يكون ناخبا، ويختلف عمر الناخب من مجتمع لآخر، وحسب خصوصية كل بلد. ففي الجزائر، حدد المشرع السن ب 18 سنة، في حين حددت بعض الدول 21 سنة، على أن تتوفر فيه الشروط المطلوبة، فالكثير من الدراسات السياسية التي وقفت على الفرق بين مصطلح الناخب والمقترع والمؤيد، فالشخص الذي ينزوي في بيته أو عمله ولا يذهب إلى مركز الاقتراع إلا مرة كل خمس سنوات، ويدلي بصوته لمرشح معين، يسمى "المُقْتَرِع"، وهناك الذي يعلن عن تأييده لمرشح معين قبل الانتخابات بشهر أو شهرين ويعمل طيلة هذه المدة على اللجان والمهرجانات (الحملة الانتخابية) يسمى "المؤيد". في حين هناك الذين يعملون طيلة خمس سنوات أو أكثر، أي طيلة الفترة التي يدوم فيها البرلمان، لإيصال شخص ما سانده في الانتخابات السابقة من أجل تجديد عهدته ويسمى هذا الأخير ب "المتنفذ". الخبراء في المجال الإنتخابي يرون أن العملية الانتخابية، سواء من ناحية (الكم والنوعية)، فهي عملية "موسمية" حتى لو تعلق الأمر بالأحزاب، ويرون أن المقترعين هم أولئك الذين يمارسون حق الاقتراع من اجل خدمة قد يحتاجونها في المستقبل اشتراط بطاقة الناخب في تحضير ملف ما وهم مجبرون على ذلك حتى لو تطلب الأمر وضع ورقة بيضاء، المهم حصولهم على توقيع "صَوّتَ (ت)" في بطاقة الناخب. أما المؤيد، فهو ذلك الذي لا يجد حرجا في تأييد حزب ما والدعاية لمرشحه من أجل جلب له الأصوات عن طريق الحملات الانتخابية، ولهذا يبقى عمل هذه الفئة كما يرى الخبراء "موسميا"، أي أنه يأتي مع الانتخابات ويذهب مع ذهاب الانتخابات، وهذا هو العيب الموجود في الأحزاب السياسية.