يعقد غدا قطاع التكوين السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني 10 لقاءات تكوينية جهوية لإطارات ومناضلين في صفوف الحزب العتيد حول تقنيات إدارة الحملة الانتخابية وآليات الاتصال والعمل الجواري، تحضيرا لانخراط هؤلاء في العمل التعبوي وتحسيس الناخبين بضرورة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقرر في 9 أفريل المقبل وحشد التأييد والدعم لمرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة. تأتي هذه الملتقيات، حسب عبد الكريم عبادة عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالتكوين السياسي، والتي سيشرف عليها أعضاء قياديون في الحزب، تطبيقا للبرنامج الذي صادق عليه مؤخرا المجلس الوطني في دورته الثالثة، كما تأتي في خضم التحضيرات الجارية للاستحقاق الرئاسي وعشية انطلاق الحملة الانتخابية، معتبرا العمل الذي أعده قطاع التكوين السياسي والذي يتضمن تنظيم 10 ملتقيات جهوية هو بمثابة عملية تسخين عضلات سياسية أو حملة انتخابية استباقية تحسبا لخوض المعركة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي الذي يراهن الحزب العتيد على تحقيق نسبة مشاركة هامة وفوز باهر لمرشح الأفلان عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف عبادة في شرحه للمبادرة التي شرعت دائرة التكوين السياسي للحزب في التحضير لها منذ أيام، أن الأمر يتعلق بملتقيات تكوينية جهوية في كل من قسنطينة وعنابة وسطيف ومستغانم وعين الدفلى وسعيدة وورقلة إلى جانب العاصمة يتم خلالها تنصيب لجان للتكوين السياسي على مستوى المحافظات، على أن يقوم الفوج المؤطر الذي يضم قيادات حزبية بتقديم توجيهات في جلسة عمل للإطارات والمناضلين المعنيين بالملتقى حول تقنيات إدارة الحملة الانتخابية وآليات الاتصال والعمل الجواري، حيث يراهن قطاع التكوين السياسي على تكوين وتحضير هؤلاء المناضلين وتمكينهم من صيغ وأساليب الإقناع ليخوضوا بدورهم حملة تحسيس للناخبين بأهمية وضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الاستحقاق الرئاسي للتعبير عن موقفهم وخيارهم، مع التركيز في الوقت نفسه على شرح المكتسبات المحققة خلال العهدتين المنقضيتين وبرنامج المرشح عبد العزيز بوتفليقة المقترح للسنوات الخمس المقبلة من أجل كسب التأييد لهذا الأخير باعتباره مرشح الأفلان الذي زكته الهيئة التنفيذية رسميا بتفويض من المجلس الوطني. وفي سياق ذي صلة، وردا على سؤال يتعلق بالتخوف الذي عبرت عنه بعض الأوساط من أن يتحول العمل التحسيسي الذي تقوم به عدة أطراف منها أحزاب التحالف الرئاسي ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب وزارة التضامن الوطني إلى ضغط على الناخبين ويحمل نتائج سلبية، أوضح عبادة أن كل حزب أو تنظيم يستهدف في حملته التحسيسية أنصاره ومؤيديه، مشيرا إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار آليات وأساليب الإقناع المستعملة مع الناخبين من خلال تحسيسهم بأهمية المشاركة في الاقتراع كسلوك يساهم في ترقية المواطنة والديمقراطية وتمكين المواطن لأداء واجبه الانتخابي مع الإشارة في المقابل إلى أن مقاطعة الانتخابات وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع لن تحقق أي مكسب للناخب أو الديمقراطية أو الجزائر. ويؤكد عبادة أن قطاع التكوين السياسي أعد برنامجا ثريا ينسجم مع إرادة قيادة الحزب لإعادة الاعتبار لهذا القطاع الحساس الذي كان يحظى بالأولوية في أدبيات الأفلان في السنوات الماضية قبل إهماله في سنوات التسعينات، وأصبح التكوين السياسي محصورا فقط في الجامعة الصيفية للحزب بعيدا عن مهام التثقيف السياسي لمناضلي الحزب وإطاراته ومنتخبيه، ومن وجهة نظر عبادة وبعد الانتهاء من عملية تجديد الهياكل القاعدية، أصبح من الضروري الالتفات لقضية التكوين السياسي ومنحها الأولوية والمكانة التي تستحقها بما يسمح بتزويد المناضل والمنتخب والإطار بزاد فكري وثقافي وسياسي ليكون في مستوى تبليغ رسالة الأفلان وشرح خطه السياسي والرد على الخصوم والتأثير في الحياة السياسية الوطنية لأن الهياكل الحزبية بدون تكوين مستمر للمناضلين تتحول إلى هياكل من دون روح ودون مضامين سياسية واديولوجية، مثلما يذهب إليه المتحدث. ومن جهة أخرى أبرز عبادة أن قطاع التكوين السياسي يفكر في عقد أيام تكوينية ولقاءات بعد الانتخابات الرئاسية بهدف إجراء مقارنات بين البرامج السياسية لمختلف الأحزاب السياسية الوطنية لتحديد نقاط تقاطع الأفلان مع هذه الأحزاب ونقاط الاختلاف مع فتح نوافذ على الأحزاب العالمية ليتعرف مناضلو الأفلان على إيديولوجيات واتجاهات الأحزاب الكبرى الإقليمية والدولية.