شيعت في مصر، أمس، جنازة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي توفي، السبت الماضي، بينما توافد على القاهرة عدد من أساقفة وبطاركة الكنيسة والأبرشيات في المهجر للمشاركة في التشييع، كما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حالة الحداد العام بمصر. ووضعت وزارة الداخلية المصرية خطة أمنية شاملة لتأمين مراسيم التشييع، وتشمل تكثيف التواجد الأمني في محيط الكاتدرائية بحي العباسية التي سينقل منها الجثمان بطائرة عسكرية إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في الصحراء شمال غرب القاهرة، حيث سيدفن بناء على وصيته. وقال الأنبا بولا عضو المجمع المقدس إن حضور مراسم الدفن سيقتصر على أصحاب الدعوات الخاصة وأنه لن يسمح باستخدام السيارات حتى لرجال الدين. ويحضر المراسم أعضاء المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد، ورئيس الحكومة وشيخ الأزهر أحمد الطيب وضيوف من خارج مصر، بينهم قيادات سياسية ودينية. وشهد مطار القاهرة توافد عدد من أساقفة وبطاركة الكنيسة والأبرشيات في بلاد المهجر للمشاركة في إجراءات ومراسم الدفن، كما صدّق رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي على قرار إعلان حالة الحداد العام في مصر، أمس الثلاثاء. من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية مصرية أن ستة من أساقفة بطريركية الأقباط الأرثوذكس في مصر مرشحون لخلافة البابا شنودة الثالث الذي توفي السبت، فيما توفي ثلاثة أقباط خلال التدافع لمشاهدة جثمانه. ومن بين الأسماء التي اعتبرت الصحف المصرية أنها مرشحة لخلافة البابا الأنبا بيشوي أسقف سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يؤنس سكرتير البابا الراحل، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة شمال القاهرة. وبسبب الرهانات التي تحيط باختيار البابا الجديد خلفا لشنودة الذي شغل الموقع على مدى أربعة عقود فإن هذه العملية ستكون صعبة، خصوصا في ظل تعقيدات إجراءات الاختيار. وقال السياسي القبطي جمال أسعد إن "موقع البابا أصبح سياسيا، إضافة إلى طابعه الديني والروحي، ولذلك فإننا قد نشهد صراعا كبيرا بين قيادات الكنيسة أثناء عملية اختيار البابا الجديد". ويتولي أسقف البحيرة باخوميوس منصب قائم مقام البابا لمدة شهرين لحين انتخاب بابا جديد، وليس هناك موعد محدد أو أي سقف زمني لاختيار البابا الجديد. يذكر أن البابا شنودة كان قد انتخب في العام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة أشهر من وفاة الأخير.