وفاء عامر.. فنانة مصرية جميلة وفارعة العود في ثيابها الناصع البياض، متواضعة ورشيقة ومتأنقة ومتألقة تتقد جمالا وبهاء وروعة.. وجهها مُشرق وهادئ كنسمات الفجر الصادق وتفيض حيوية ونشاطا، ضاحكة السن وفي عينيها آية تلتهم جمال الأزهار وطفولة الإنسان بسحرهما، نظراتها الدافئة تلمح بالهدوء والسكينة بينما جفناها يتقدان احمرارا ووجنتاها تلتهبان حياء، وأعذب ما فيها ابتسامتها الحلوة الرقيقة المرتسمة على ثغرها المرسوم كالعنقود، تنبض بحياة الاخصاب والعذارى ليتراءى وجهها الوضاء كشعاع الشمس لحظة يفتض ستائر الحزن وغيوم الكآبة، أما ضحكتها تسيل بأنبل العواطف ومن شفتيها النديتين يبدأ الحب لينشر التفاؤل ويمنح تأشيرة البوح بما يجول في خلدها وخاطرها، قامتها ممشوقة وقوامها رشيق وفي كامل نضجها لم تداهم تصريف الأيام مٌحياها الذي صارت تغار منه الصبايا.. وردة تزداد مع مرور الأيام تفتحا ولم تنل السنوات العجاف من دلالها البهي وطلعتها المتألقة ووقارها المعهود ورتابتها المحسوبة بدقة ونغمها المميز وحيويتها المتدفقة.. امرأة في كامل أنوثتها اليافعة وبراءتها المتكاملة وكبريائها الشامخ ورومانسيتها المتزنة ورهافتها النادرة. وفاء عامر.. أطلق عليها النقاد لقب ممثلة الأدوار الصعبة وأعلنت المقاطعة لأدوار الإغراء رافضة بذلك أن تتحول من دمية جميلة إلى ممثلة، هكذا أعلنت عن ميلادها الحقيقي من خلال - جواز على ورقة طلاق- ثم دشنت هذا الميلاد في- ملح الأرض- مع النجم محمد صبحي لتثبت بالفعل أنها تقف على أرض صلبة تستطيع أن تنطلق منها محلقة في سماء النجومية.. رفضت اتهامها بالغرور وأكدت للمرة الألف هذا اتهام ظالم لشخصها وأنها تهتم بعملها وليس بالكلام الذي يثار حولها، وإنها وافقت على دور – قمر- السيدة العجوز في فيلمها الجديد - كف القمر- لأنها ممثلة مجنونة، تعشق أداء الأدوار الصعبة، وفاء عامر،، تحب أن تنافس نفسها في العمل فقط، دون أن تقصد أنها خارج المنافسة كما تم فهمهما خطأ، بل أنّ كل من يعرفها يعلم أنها إنسانة بسيطة للغاية وأقرب للخجل، ولا تهتم بمثل هذه الاتهامات. أما مسيرتها الفنية ليست بحاجة إلى تعريف، بدايتيها الفنية كانت من التلفزيون في أدوار صغيرة في مسلسلات مثل - قلب الأسد- حوالي أربع حلقات و- ليالي الحلمية - في ثلاث حلقات والجزء الثاني من - رأفت الهجان- ومن هذه الأدوار الصغيرة بدأ صناع السينما يلتفون حولها ويأخذونها للسينما. أدت العديد من الأدوار البسيطة والمركبة والصعبة جدا فأثبت في كل مرة أنها ممثلة من طينة نادرة في الساحة الفنية وبشكل خاص الفن السابع وبامتياز، وهكذا شاركت في أجندة تلفزيونية وسينمائية متفردة من بينها على سبيل الذكر لا الحصر: دموع في نهر الحب،، و ناصر، والملك فاروق،، و ملاعيب شيحا،، وعفريت القرش،، وجسر الخطر- والقائمة طويلة
الأمة: لنبدأ من مهرجان الفيلم العربي بوهران، حضور فيلم – كف القمر- الذي شاركت فيه ضمن المنافسة، لكن حضرت جمانة مراد وكنت الغائبة؟. وفاء عامر: لم تتم دعوتي للأسف فكم كنت أود المشاركة لزيارة الجزائر ليعرفني عن قرب وأعرف آراء الجمهور الجزائري، لكن ربما في المستقبل إن شاء الله.
الحمد لله أن القناع سقط، والنظام رحل، وأنا من المؤيدين لتلك الثورة البيضاء العظيمة، وبقدر أهمية أن تعود الأموال المنهوبة إلى مصر... الأمة: أكثر من عام يمر عن حادثة أم درمان وما خلفته من أجواء ببن الشعبين الجزائري والمصري، كيف تعاملت مع الأحداث مقارنة بموقف بعض الفنانين الآخرين؟،، كيف تقرئين ذلك بعد مرور عام؟، ألا تعتقدين بأنه آن الأوان للفن أن يصلح ما أفسدته الكرة، وكيف ذلك برأيك؟ وفاء عامر: شعب الجزائر ومصر لن تفرقهما لعبة مهما كانت، فكلنا في النهاية عرب ولن ننسى موقف الجزائر في حرب 1973 ما حيينا، وما يجمعنا لا يمكن للكرة أن تتلفه بين عشية وضحاها، الشيء المؤكد أنّ ما حدث حزّ في قلوبنا كثيرا وتأثرنا به وسألنا الله أن يفرج هذه الغمة فكان لنا ذلك، لأنّنا في كل الأحوال لا يمكن أن نستغني عن بعضنا البعض بل محتوم علينا أن نوطد هذا التواصل التاريخي والحضاري والأخوي، وكل أملي أن يصلح الفن والثقافة ما أفسدته الكرة، لأنّ للفنانين والمثقفين رسالة نبيلة في هذا الاتجاه يجب القيام بها.
الأمة: كيف ستتعاملين مع المتغيرات السياسية في مصر على ضوء فوز الإسلاميين؟ وفاء عامر: أعتقد أن فوز الإسلاميين سوف يقيد الحريات فقط سيقتصر على الإصلاح وتقديم فن هادف وأعتقد أنّ هذا لا يعارضه أحد، المهم هو الاستثمار الحقيقي والأمثل في ثورة 25 يناير دون مزايدات أو مغالطات، لا بد من إعادة مصر الحضارة والعروبة إلى مكانها الطبيعي لتواصل مسيرتها التاريخية بأمانة وصدق، ولن يتأتى ذلك إلا إذا فهمنا الرسالة النبيلة لثورة يناير التي أعادت رسم معالم مصر الحديثة.
الأمة: ما رأيك في السينما الجزائرية؟،، وإذا طلب منك أحد المخرجين الجزائريين المشاركة في أحد أفلامه، كيف سيكون ردك؟، وفاء عامر: الجزائر بلد عظيم وبها مواهب جميلة منها العظيمة، الكل يعرف وزنها ومكانتها، وبكل فرح لو طلب مني المشاركة في عمل سينمائي جزائري لن أتردد وهذا يشرفني كثيرا ويمنحني أيضا فرصة للتواصل الفني بين البلدين والتقارب أكثر.
الأمة: الربيع العربي قيل في شأنه الكثير، فما هي قراءتك الخاصة؟ وفاء عامر: أتمنى أن تكون كل الثورات التي قامت تسير نحو الديمقراطية الحقيقية وتحقيق طموحات الجماهير الشعبية والاستجابة لتطلعاتهم وطموحاتهم وانشغالاتهم، وليس في اتجاه التقسيم والفرقة والفوضى لأنها لا تخدم الأهداف النبيلة التي قامت عليها هذه الثورات، ولكن عموما أظل متفائلة رغم أنّ المسالة ليست بالسهولة كما يتصور الكثير وأنّ كل الأهداف المنشودة سوف تتحقق بين عشية وضحاها، نحن بحاجة إلى المزيد من التواصل والحوار والتماسك والتعاون والصبر أيضا.
الأحداث الكثيرة والمتشعبة في حياة - تحية كاريوكا-، لأنها مرت في حياتها بأحداث تدل على أن الفنان إنسان يقع في الحب ويتزوج ويطلق وأحيانا ينخدع وينجح ثم ينطفئ وهج نجوميته ويمرض ويموت..
الأمة: لو لم تكوني فنانة ماذا كنت ستختارين؟،، ولماذا؟،، وفاء عامر: لو لم أكون فنانة لوددت أن أكون فنانة، أنا أحب الفن جدا وأعطيته من دمى ووقتي وبالتالي ليس لدي استعداد لأداء دور هايف أو سهل أو أنظر لأمر ثلاثين حلقة مثلا مقابل أداء دور تافه بمعنى أني لا أقزم أو أفرط أبدا في فني.
الأمة: بين وفاء عامر الفنانة و وفاء عامر الإنسانة مساحة للحب والحنان والعطاء، هل فعلا استثمرتها في كل ما حلمت به أم أنّ الفرصة المناسبة لم تأت بعد؟ وفاء عامر: بصراحة، لم تأت الفرصة بعد لإخراج كل ما بداخلي من حب وحنان وعطاء وإبداع متجدد، وربما تظهر في مسلسلي القادم عن حياة الراحلة العظيمة تحية – كاريوكا-، الذي أنظر إليه برؤية أخرى أكثر عمقا ووضوحا.
الأمة: ماذا تقول وفاء عامر لجمهورها في الجزائر ؟ وفاء عامر: أقول للشعب الجزائر أحبكم وأقدركم كثيرا جدا يا بلد المليون والنصف المليون شهيد..