رحل إلى جوار ربه عصر الأربعاء 20 ماي 2009 الموافق ل 24 جمادي الأولى 1430 وبعد معاناة مريرة مع المرض، فارقنا الشيخ الكبير صاحب الوقار والعلم والخلق الشيخ "سي عامر محفوظي" -طيب الله ثراه - ، يرحل عن هذا العالم وقد ترك حرقة و شوقا إلى جيل من محبيه ومن الذين تتلمذوا في حلقاته الفقهية والنحوية ،علم الجلفاويين وكل أبناء المنطقة بالعلم النافع وأرشدهم إلى دينهم وأفتى لهم بما أتاه الله من علم ومن رشادة و فطنة ومعرفة قد تكون الجلفة بالفعل خسرت أبا وعالما وشيخا وأخا ومعلما وإماما وفقيها ومحبا للجلفة ولأهلها، كما أني ورغم بعدي عن معايشة أجواء الحزن العميق الذي عرفه الجلفة إلا أنني متأكد أن الجلفة بكاملها حزينة من كبارها وصغارها من محبي الشيخ ومخالفيه، لأنه بفقدنا للشيخ نفقد علما بارزا في ولايتي وتفقد رجل إجماع رغم الكلام الذي يطول حول منتقديه، وهو أمر صحي كان الشيخ لا يرى بأسا في أن يقال له ما يخالفه من الرأي هو عامر محفوظي بن المبروك بن مزوز المحفوظ بن احمد ولد خلال 1930 بمدينة مسعد في جنوب ولاية الجلفة ، حفظ القرءان الكريم في صغره عن والده ، أم الناس لصلاة التراويح في صغره،وفي سنة 1946 أرسله والده إلى زاوية الهامل للتعلم وفي نفس السنة توفي أباه ،وتعرف بالإمام الشيخ" مسعودي عطية" عام 1947 في الجلفة وطلب منه إقراء أولاده على أن يعلمه فقرأ عنه متونا جمة في الفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم الشرعية ،أذن له في تدريس الطلبة العام 1952 ، وعمل مع بداية الاستقلال بوزارة التربية الوطنية ،ليعين الشيخ "سي عامر" رحمه الله إماما مساعدا للشيخ "سي عطية" في المسجد الكبير بالجلفة "جامع الجمعة "سنة 1967،وفي نفس السنة منح الشيخ" نعيم النعيمي" شهادة علمية ، كان متفوقا في اجتياز امتحان الأئمة بالتيطري سنة 1972 وعين سنة 1974 مرشدا ومدرسا في بعثة الحج ،تقلد سنة 1975 مهام المسجد كإمام ممتاز وقائم بدرس الجمعة والخطبة والتراويح والفتوى الشفاهية والكتابية ،انتخب العام 1991 كرئيس للمجلس العلمي لولاية الجلفة ، ودعي عام 1993 عضوا في لجنة الفتوى ومقرر لها وفي نفس السنة كلف ناظرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة ،عين سنة 1995 كرئيس للجنة الفتوى في الحج ،خرج للتقاعد عام ال1996 ليتفرغ للعمل الدعوي والفتوى والإصلاح بين الناس ، وكان منصتا لمحدثيه وافر العلم غزير المعارف معلما لطلبة القرآن الكريم ،محبا لأبناء الزوايا.