ولم تتوقف معاناة ومأساة العائلات عند هذا الحد، بل تعدت إلى أكثر من هذا بعد أن حرموا من استخراج الوثائق الإدارية من شهادات الإقامة وغيرها، نظرا لعدم الاعتراف بهم كمواطنين ينتمون إلى إقليم بلدية براقي وعدم امتلاكهم لأوراق تثبت ذلك والتي عادة ما يستخدم فيها عدادات المياه والكهرباء، ليبقى بذلك العديد من المواطنين دون وثائق رسمية وحتى بطاقات الهوية التي لم يتمكنوا من إعادة تجديدها. أما فيما يخص السلطات العمومية، فأوضح السكان أنها عرجت عليهم كذا مرة من أجل إحصائهم حيث وضعت على أبوابهم أرقاما، لكن دون أن تقدم لهم أية وثيقة رسمية. تشهد حاليا العائلات حالة من التذمر الشديد، حيث يعاني العديد منهم من مشكل الضيق، إذ صادفنا عائلات تتجاوز ستة أفراد تقطن في غرفة واحدة ومطبخ لا يمكن حتى التحرك فيه بحرية، كما لا تخلو أية واحدة منها من فرد مريض، حيث صادفنا خلال جولتنا حالات يقشعر لها البدن، كما تتضمن العديد من هذه العائلات على شباب في سن الزواج لم تسمح لهم ظروف الحياة لإكمال نصف دينهم لغياب السكن وحتى مناصب عمل تمكنهم من فعل شيء في المستقبل، مما أدخل العديد منهم دوامة الأمراض النفسية والضغوط الاجتماعية مع غياب التام لفضاءات الاستراحة وقضاء الوقت. ومن جهة أخرى، لم يسلم أطفال حي "الشانطي" من تداعيات أوضاعهم المأساوية حيث أرغموا على اللعب واللهو في وسط قاذورات ومياه الصرف الصحي مع القطط والفئران التي أصبحت تعج بها كل أنحاء الحي. وعلى صعيد السلطات المحلية ومجهوداتها الميدانية، فأوضح القاطنون بالحي أنهم قد احتجوا في العديد من المرات وحاولوا إيصال انشغالاتهم ومأساتهم للسلطات العمومية المحلية، دون جدوى بعد أن قوبلوا بالرفض من طرف بعض الجهات التي قالت لهم إنهم غير معترف بهم باعتبارهم أفرادا اقتحموا المشروع السكني الذي كان مهجورا في السابق بعد 15 سنة من الاستقرار فيه. كما ذكر السكان أن البلدية قد وعدتهم في وقت سابق في التدخل لنقل بعض القاذورات وزرع بعض المواد الكيماوية المضادة للحشرات، لكن الوعد بقي مجرد كلام دون أن يترجم إلى أفعالو ليبقى الوضع بذلك على كف عفريت وسط سخط كبير للسكان القاطنين وحتى المجاورين، إضافة إلى ذلك أن حي "الشانطي" يجاور إكمالية التي من الواضح أنها لم تسلم من التداعيات والانعكاسات الناجمة عن الحي من الروائح الكريهة وغيرها، ولا يزال السكان مصممين على مواصلة مناشدتهم على كافة المستويات بما فيها الصحافة الوطنية، حيث لجأ بعض شباب الحي إلى إجراء صور وفيديوهات تعكس مأساتهم الاجتماعية اليومية، لتقدم بعد ذلك لبعض الجهات المعنية بما فيها السلطة الرابعة، لعلهم يتمكنون من تحريك ضمائرهم تجاههم، خاصة المتعلقة منها بالمنتخبين المحليين من البلدية والولاية. وعليه. يجدد سكان حي "الشانطي" القصديري ببن طلحة الواقع ببلدية براقي عبر صفحات جريدتنا مناشدتهم إلى جميع السلطات المعنية، خاصة رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول بالبلاد ووالي العاصمة وحتى السلطات المحلية في الحصول على سكنات لائقة، لعل وعسى أن تنسيهم معاناة دامت أكثر من 15 سنة كابدوا فيها كل أنواع الهموم والمشاكل المعيشية التي تفقد أي بشر الشعور بأنه إنسان طبيعي.