قبل نحو قرن، صدرت أول رواية باللغة الإنجليزية لكاتب عربي هو أمين الريحاني، ما جعلها تتميز في ذلك الحين أنها عالجت شأن الهجرة، ولذلك وجدت رواجاً جيداً كتأريخ للمرحلة، يذكر تود فاين مدير "مشروع خالد" أن أهمية الكتاب تعود لأولويته في تناول الهجرة، حتى أنه سبق أي رواية يهودية أو إيطالية أو إيرلندية تتناول المهاجرين، والكتاب يحكي قصة مهاجر ينمو في نيويورك من خلال عمله وانخراطه في حياة المدينة. ولايزال كتاب – خالد- لأمين الريحاني مرجعاً لمؤرخي المرحلة، ويصوّر الهجرة من بعلبك في لبنان إلى نيويورك، مع سرد لتفاصيل حياة المهاجرين في مانهاتن حيث قام برجا مركز التجارة العالمية وسقطا، ومنذ عام 1911 أعيد طبع كتاب خالد مرتين فقط، وتسعى عائلة الريحاني ومؤسسته إلى متابعة حضوره في المكتبات. ويعلق رمزي الريحاني ابن شقيق أمين الريحاني أنه لا يُعرف الكثير عن كتاب خالد في العالم العربي، ويُعرف أمين الريحاني أكثر من خلال كتاباته العربية، وكتاب ملوك العرب، ودعوته إلى توحيد العالم العربي، وجولاته على الملوك العرب في عشرينات القرن الماضي، أما الناقد الأدبي السعودي الدكتور سعد البازعي، وهو عضو في مجلس االشورى أيضا فأشار إلى أنه لو عاد أمين الريحاني إلى نجد ليتحقق من حلم بطله، ويتأكد من أن الحلم عاش، ولنرى إن كان الرجل الذي كان بطلاً في نظر أمين الريحاني، وكان الموحّد الممكن للعالم العربي، لتساءلنا ما يقوله الريحاني لو شاهد التغييرات في العالم العربي، خاصة وأن الزمان قد تغيّر كثيراً منذ نحو 100 عام.