سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوتفليقة يدعو القادة الأفارقة للتحرك عاجلا للانضمام إلى الحوار العالمي حول البيئةإفريقيا لا تتحمل أي "وزر" في ظاهرة الاحتباس الحراري قال إن القارة السمراء من أكبر المتضررين
قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه يتعين على الدول الإفريقية التحرك عاجلا للانضمام إلى الحوار العالمي والمشاركة في المفاوضات الجارية، تحضيرا لندوة الأطراف التي ستنعقد بمدينة "كوبنهاغن " في ديسمبر المقبل والتي يتوقع منها أن تفضي إلى تحقيق التوافق حول المناخ لفترة ما بعد معاهدة "كيوتو 2012". وأكد رئيس الجمهورية أمس الأول في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 5 جوان من كل سنة، أن القارة الإفريقية هي أول المتضررين من الاضطرابات المناخية ويتعين عليها العمل على فرض أو على الأقل اقتراح وجهة نظرها حول الخطر البيئي الداهم، موضحا أن الاضطرابات المناخية تتهدد المعمورة بأسرها والقارة الإفريقية على وجه الخصوص، لذلك فإن تحرك القادة الأفارقة بات محتوما. وأضاف الرئيس أن إفريقيا هي أضعف القارات ماديا و"لوجيستيكيا" لمواجهة الاضطرابات المناخية، كونها -كما أوضح – "تئن تحت وطأة ما ينجر عنها من تبعات وتحت وطأة الفقر وتفشي الأمراض والجفاف والفيضانات والتصحر وتدهور الأنظمة البيئية والنزوح المكثف للاجئين". واعتبر الرئيس بوتفليقة أن إفريقيا "لا تتحمل أي وزر في ظاهرة الاحتباس الحراري وهي غير معنية بالإجراءات القسرية المتعلقة بتقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري". الجزائر أول دولة توقع على الاتفاقية الأممية حول التغيرات المناخية و أشار رئيس الجمهورية، أن الجزائر ووعيا منها بتهديدات الاضطرابات المناخية كانت في مقدمة الدول التي سارعت إلى التوقيع على الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، واتخذت لنفسها هذا السياق قانونا ملزما وردعيا صنف التغيرات المناخية ضمن المخاطر الكبرى. وذكر بوتفليقة بهذه المناسبة أن"الخطة المناخية" التي وضعتها الجزائر سنة 2003 قد حددت الخيارات الاستراتيجية والإجراءات التي يتعين على القطاعات الاشتراك في اتخاذها من أجل ضمان التنمية المستدامة وتخفيف التبعات الناجمة عن تغير المناخ، موضحا قوله : "باشرنا استراتيجية تهدف إلى تثمين الغاز الطبيعي واستغلاله، وهو خيار يندرج ضمن الانشغالات العالمية في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة والتغيرات المناخية". مؤكدا أن هذه الإجراءات "مكنتنا من الإسهام في خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجزائر، وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي، وهذا بفضل استعمال طاقة أنظف من قبل متعاملينا الاقتصاديين" حماية الساحل وترقية الهضاب أولويات المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في أفق 2025 كما أن المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في أفق 2025 - يضيف رئيس الجمهورية "أدرج الخطر المناخي كعنصر ينبغي التكفل به عند وضع استراتيجية التنمية المستدامة المدمجة". واعتبر في هذا الشأن أن حماية المناطق القاحلة وترقية الهضاب العليا وتنميتها والحفاظ على الشريط الساحلي وحماية الأنظمة البيئية على اختلافها تحظى كلها ببالغ العناية الدائمة. إلى جانب ذلك تشكل الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية التي تم إنشاؤها سنة 2005 الأداة المواتية للإسهام في تنفيذ البرامج والنشاطات والمشاريع والتوصيات التي حددتها الاستراتيجية الوطنية في مجال التغيرات المناخية ومتابعتها باستمرار. ومن جانب آخر أشار الرئيس بوتفليقة أن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة يأتي هذا العام تحت الشعار الذي اختير ضمن برنامج الأممالمتحدة من أجل البيئة أي "كوكبنا في حاجة إلينا فلنتحد في وجه التغيرات المناخية" ، معتبرا أن هذا الاختيار ينم عن تدارك للوعي بالأزمة المناخية على المستوى العالمي. واعتبر اختيار الدول الإفريقية سنة 2006 الجزائر لرئاسة مجموعة إفريقيا حول التغيرات المناخية تجدد ثقتها في الجهود التي تبذلها الجزائر في معالجة هذا الخطر الهائل الذي يحيق بالقارة الافريقية .