أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، أن إفريقيا أول المتضررين من الاضطرابات المناخية ويتعين عليها بالتالي المشاركة في الحوار العالمي حول الموضوع. وقال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 5 جوان أن "الاضطرابات المناخية تداهم المعمورة بأسرها والقارة الإفريقية على وجه الخصوص من حيث أنها أول المتضررين منها". وأضاف أن إفريقيا هي "أضعف القارات جانبا في مواجهة الاضطرابات المناخية" كونها - كما أوضح - "تئن تحت وطأة ما ينجر عنها من تبعات وتحت وطأة الفقر وتفشي الأمراض والجفاف والفيضانات والتصحر وتدهور الأنظمة البيئية والنزوح المكثف للاجئين". واعتبر الرئيس بوتفليقة أن إفريقيا "لا تتحمل أي وزر في ظاهرة الاحترار وهي غير معنية بالإجراءات القسرية المتعلقة بتقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري" . وفي هذا الصدد يرى رئيس الجمهورية انه يتعين على الدول الإفريقية "المسارعة إلى التحرك للانضمام إلى الحوار العالمي والمشاركة في المفاوضات الجارية تحضيرا لندوة الأطراف التي ستنعقد بمدينة كوبنهاغن في ديسمبر 2009 والتي يتوقع منها أن تفضي إلى تحقيق التوافق حول المناخ لفترة ما بعد كيوتو2012". ومن جهة أخرى أشار أن الجزائر "وعيا منها" بتهديدات الاضطرابات المناخية "كانت في مقدمة الموقعين على الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية واتخذت لنفسها هذا السياق قانونا رياديا صنف التغيرات المناخية ضمن المخاطر الكبرى" . وذكر الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة أن "الخطة المناخية" التي وضعتها الجزائر عام 2003 قد "حددت الخيارات الإستراتيجية والإجراءات التي يتعين على القطاعات الاشتراك في اتخاذها من اجل ضمان التنمية المستدامة وتخفيف التبعات الناجمة عن تغير المناخ". وأضاف: "باشرنا استراتيجية تهدف إلى تثمين الغاز الطبيعي واستغلاله. وهو خيار يندرج ضمن الانشغالات العالمية في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة والتغيرات المناخية" . وأشار أيضا إلى أن جملة هذه الإجراءات "مكنتنا من الإسهام في خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجزائر وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي وهذا بفضل استعمال طاقة أنظف من قبل شركائنا التجاريين" . كما أن المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في أفق 2025 - يضيف رئيس الجمهورية" -ادرج الخطر المناخي كعنصر ينبغي التكفل به عند وضع استراتيجية التنمية المستدامة المدمجة" . واعتبر في هذا الشأن أن "حماية المناطق القاحلة وترقية الهضاب العليا وتنميتها والحفاظ على الشريط الساحلي وحماية الأنظمة البيئية على اختلافها تحظى كلها من بلادنا ببالغ العناية الدائمة" . إلى جانب ذلك تشكل الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية التي تم إنشاؤها سنة 2005 - يوضح رئيس الجمهورية - "الأداة المواتية للإسهام في تنفيذ البرامج والنشاطات والمشاريع والتوصيات التي حددتها الاستراتيجية الوطنية في مجال التغيرات المناخية ومتابعتها باستمرار". ومن جانب آخر أشار الرئيس بوتفليقة أن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة يأتي هذا العام تحت الشعار الذي اختير ضمن برنامج الأممالمتحدة من اجل البيئة أي "كوكبنا في حاجة إلينا فلنتحد في وجه التغيرات المناخية" معتبرا أن هذا الاختيار "ينم عن تدارك للوعي بالأزمة المناخية على المستوى العالمي". وذكر أن الاحتفاء باليوم العالمي للبيئة سنة 2006 جرى مع تعيين الجزائر "ناطقا رسميا شرفيا" لتلك السنة بصفتها "السنة الدولية للصحاري والتصحر" . واعتبر اختيار الدول الإفريقية آنذاك الجزائر لرئاسة مجموعة إفريقيا حول التغيرات المناخية هي "تجدد لثقتها في الجهود التي بذلتها بلادنا في معالجة هذا الخطر الهائل الذي يحيق بقارتنا" .