هروب الفتيات .. ظاهرة تستفحل والسبب في الغالب علاقات عاطفية الهرب من الظغوط العائلية والبحث عن متنفس في البداية ترى ( سليمة ، ن ) أستاذة بقسم الإعلام أن معاملة الآباء القاسية لبناتهم تحديدا قد تكون من أهم الأسباب التي تدفعهن للبحث عن متنفس أو مخرج بعيدا عن التسلط والقسوة والإساءة اليومية التي تمارس ضدهن لأتفه الأسباب، وبالتالي فإن أي شاب يجيد التغزل بكلمتين جميلتين يستطيع بهما أن يؤثر تأثيرا سريعا على تلك الفتاة التي تعيش في ذلك الجو. وتؤكد (فاطمة الزهراء ل ) طالبة جامعية على أن هناك أسرا تضغط على فتياتها كي يتزوجن من رجال في سن متقدمة، وهن لسن مقتنعات بهذا الزواج، وأمام إصرار الأهل تندفع الفتاة للهرب بعيدا عن هذا المناخ الذي تنتفي فيه حرية الرأي، وتسود فيه سياسة فرض الأمر الواقع، وثقافة الفرض والإكراه، وهي بهذا تحاول أن تبحث لنفسها عن مخرج من النفق الذي أوقعها أهلها فيه، فتقع بدورها في العديد من الأنفاق، لأن الحياة مليئة بالذئاب والانتهازيين، الأمر الذي يجعلنا نطالب الأهالي دائما بضرورة توخي الهدوء وإعمال العقل وإقامة جسور الحوار بينهم وبناتهم لأن الضغط يوّلد الانفجار، وقد يدفع إلى ما لا تحمد عقباه أبدا. أسباب الهروب كثيرة ومتعددة أوضحت الأخصائية النفسية "لكحل فتيحة "عدداً من الأسباب التي تدفع الفتاة المراهقة للهروب من المنزل أولها: انعدام التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأسرة والفتاة، وذلك بسبب المشاكل الأسرية، أيضاً التربية (الصارمة) التي ينتهجها كلا الوالدين أو أحدهما كالاعتداء اللفظي بكثرة التوبيخ أو البدني بالضرب أو الجنسي، ويندرج تحت مفهوم التربية الاعتدال في التربية عدم التفرقة بين الأبناء وإشاعة سياسة الثواب معنوياً بالمدح أو الابتسام والتشجيع أو المكافأة المادية، من الأسباب أيضاً رفيقات السوء اللائي غالباً ما يحتكمن إلى القوانين التي تحكم الجماعة أي بالمفهوم العام. أكثر حالات الهروب سببها علاقات عاطفية وأوضح الأخصائي أحمد بوعلي وهو أستاذ بقسم علم النفس كذلك تكوين العلاقات العاطفية التي يكون منشأها نتيجة الحرمان العاطفي الذي تعانيه الفتاة في أسرتها سواء من الأب أو الأم، فالمراهقون بشكل عام يحتاجون في هذه المرحلة العمرية إلى إشباع تام في هذه الجوانب من قبل الوالدين، ومن العوامل المسببة لهروب الفتاة أيضاً إجبار الفتاة على الزواج بالإكراه من شخص لا ترغبه.. وهذا الأمر قد يدفع الفتاة للانتحار أيضاً. وللضغوطات العائلية دور كبير يؤكد الدكتور خليل المتخصص في علم الاجتماع أن الفتاة تعاني داخل المجتمع الذكوري المنحاز للرجل، حيث تعيش الفتاة تحت وطأة جملة من الضوابط والضغوط المتراكمة منذ ولادتها إلى أن تصبح شابة، حيث رد ظاهرة الهروب في مرحلة الشباب إلى كونها تتميز بالاندفاع والحيوية والطموح ورفض القيود، لذا فإن الفتاة تعيش حياة حالمة إلى أن تصطدم بالمجتمع البعيد عما تحلم به، وتكون النتيجة إما أن تعيش في عزلة على ذاتها أو تنجرف بأشكال مختلفة من الهروب النفسي، ويظهر عندما تكون العلاقة بينها وبين أسرتها غير متوافقة لعدة أسباب منها تدني المستوى التعليمي لدى الأسرة وسيادة التفكير القائل إن الفتاة لها دور معين لا يجوز تجاوزه، في حين تكشف وسائل الإعلام واقع مجتمعات أخرى تقوم فيها الفتاة بأدوار مختلفة سواء كانت إيجابية أو سلبية مما يدفع الفتاة إلى التمرد. حالات الهرب كثيرة والعائلة تتستر خوفا من الفضيحة ويتحدث الشرطي كمال " للأمة العربية " قائلا ، لقد عالجت الشرطة الكثير من القضايا وأغلب الفتيات اللواتي هربن من منازلهن هن فتيات فى سن المراهقة وآخرها فتاة عمرها 19 سنة تدرس في الثانوية هربت من المنزل لأن أهلها يودون تزويجها من رجل لا ترغبه، وهي تخشى مصارحة والدها لأنه قاس جداً وفتاة في الثالثة والعشرين من عمرها هربت من منزل أهلها إلى أقاربها، لأنها لا تحتمل العيش مع أسرتها التي تصفها بالمتشددة جداً، فلا خروج من المنزل وعدم السماح لها بزيارة صديقاتها أو الخروج إلى الأسواق والمنتزهات بمفردها وعدم ركوبها مع السائق، يضيف كمال، أن أغلب هذه الحالات تتستر عليها العائلة ولا تبلغ الشرطة إلا فى أوقات متأخرة، والسبب أن العائلة تخاف من فضيحة إبنتها . المكبوتات الداخلية للفتاة بسبب ضغوطات الأهل الكبت الدائم وعدم خروج الفتاة من المنزل، وعدم سماع رأيها وأخذ مشورتها والتفريق بينها وبين أشقائها من الذكور في المعاملة عوامل رئيسية تراها – الأستاذة كريمة - سبباً في هروب الفتاة. وتشير إلى وسائل الضغط والرقابة في المجتمع كالهيئات مثلاً لا بد أن تتفهم أبعاد المشكلة والمحاولة قدر الإمكان على حلها بكل سرية وعدم تشهير لأن هذه أعراض بنات مغرر بهن وفي حكم المريضات نفسياً. وللمجتمع دور ونصيب البحث عن المادة والظلم والتفكك الأسري وضعف القوامة والخلل في التربية أبرز العوامل التي تؤدي إلى انتشار هروب الفتيات، وتكرار حوادث هروبهن اليومية بأشكال مختلفة، وقد دفع ذلك اختصاصيين في المجال الاجتماعي والنفسي والشرعي للتحذير من تنامي قضية هروب الفتيات، وتحولها إلى ظاهرة.