الحكومة تتهم المتظاهرين بالسعي إلى إسقاط النظام انتقد المعتصمون في مدينتيْ سامراء والرمادي كلام رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اعتبر فيه المطالب التي ينادون بها في ساحات الاعتصام إنما هي من صنع من وصفهم بالطائفيين والإرهابيين، في وقت دعا فيه الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري المعتصمين إلى الابتعاد عن الشعارات الطائفية، فيما دخلت الاعتصامات والمظاهرات المنددة بسياسات حكومة المالكي شهرها الثالث. واتهم المعتصمون في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد رئيس الوزراء بأنه يحاول زرع الفتنة بين مكونات الشعب؛ كما طالب المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الحق بسامراء بالاستمرار في الاعتصامات، وعدم الخوف من التصريحات التي تتهمهم بالإرهاب أو الطائفية. كما أدان المعتصمون في مدينة الرمادي غرب بغداد تصريحات المالكي، التي اتهم فيها المتظاهرين بأنهم يريدون إعادة البعث والمقابر الجماعية. وقال المتظاهرون إن إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين ومحاسبة عناصر الجيش الذين قتلوا المتظاهرين هي ضمن المطالب التي خرجوا من أجلها. كما ندد المتظاهرون بتصريحات وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي التي قال فيها إن السيارات المفخخة التي فجرت في بغداد الأسبوع الماضي دخلت من الفلوجة. وكان المالكي اتهم المتظاهرين والمعتصمين بالسعي إلى إسقاط النظام الذي أقيم بعد عام 2003، وجدد موقف الحكومة الرافض لإلغاء الدستور والعملية السياسية، وما وصفها بالمطالب غير القانونية التي ينادي بها البعض في المظاهرات. ووصف المالكي في كلمة له خلال لقائه عميد وأساتذة جامعة البصرة بجنوب العراق- هذه المطالب بأنها من صنع القاعدة ومن دعاهم المتطرفين والطائفيين، وقال إنه لن يسمح بعودة الأوضاع إلى الوراء. وقال إن من وصفهم بالمظلومين في العراق "لم يسمعوا إدانة من الكثير من شركاء العملية السياسية للذين ظلموا وحفروا القبور الجماعية واستخدموا الأسلحة الكيمياوية"، في إشارة إلى النظام السابق الذي كان يقوده حزب البعث. وأشار إلى أن "البلد لا يبنى بالسكوت عن الخطأ والفساد والتآمر والأجندات الخارجية"، مشددا على أنه لن يسمح ب"عودة الموجة الطائفية إلى البلاد من جديد". كما انتقد المالكي بعض السياسيين العراقيين بسبب التصريحات التي يطلقونها عبر الفضائيات، واعتبر أن تصريحاتهم أصبحت "مضحكة ومحل استهزاء من قبل مقدمي البرامج". وأضاف أن "بعض مقدمي البرامج يستهزئون بالسياسيين العراقيين، لأنهم لمجرد أن يسألوهم سؤالا، ينهالون بكلمات لا يمكن قبولها من أبسط إنسان، وليس من قبل سياسي". وردا على تصريحات المالكي، قال النائب في البرلمان العراقي عن قائمة "العراقية" أحمد المساري للجزيرة إن ما قاله المالكي غير دقيق في اتهام مسؤولين عراقيين تكلموا عن الوضع العراقي. وردا على سؤال بشأن الأثر الذي ستتركه تصريحات المالكي على جهود الحوار الوطني، قال النائب إن هذه التصريحات ستنعكس سلبا على أي حوار بين قادة المظاهرات والحراك السلمي والحكومة، مضيفا أن نهج المالكي باتهام الشركاء السياسيين سيحدث أزمة أخرى، بدلا من حلحلة الأزمة الحالية والاستجابة لمطالب المحتجين. ومن جهته، دعا الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري المعتصمين إلى المرابطة في ساحات الاعتصام، والابتعاد عن الشعارات الطائفية. وحث الضاري المعتصمين على الحفاظ على سلمية المظاهرات التي قال إنها شرف لمن يشارك فيها، وحذر -في كلمة وجهها للمتظاهرين والمعتصمين- من توظيف المظاهرات لأغراض شخصية وأهداف سياسية مشبوهة، مؤكدا أن رئيس الوزراء نوري المالكي لم يستجب لأي مطلب من مطالب المتظاهرين.