نسعى إلى ضم 500 ألف شاب ضمن برنامج "كشافة ريف" * كيف تصف وضع الكشافة الإسلامية الجزائرية اليوم؟ ** هي بخير، بدليل أن الآلاف يتأهبون للاستفادة عشية الاحتفال ب "اليوم الإفريقي للطفل"، بإقامة مخيم يضم أكثر من 500 كشاف بتكيجدة بأعالي البويرة خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 21 جوان، وتحضره الكشافة الصحراوية ب 25 عضوا والكشافة التونسية. هذا المخيم أقيم "للمغامرة وإكتشاف" وكأحد ثمار المصالحة الوطنية التي حملها برنامج رئيس الجمهورية، ثم يليه مخيم سيدي فرج ب 400 كشاف ابتداء من 23 جوان. ولتأهيل الكشاف الشاب للمحافل الدولية، هناك 3800 كشاف سيستفيدون من سفريات إلى كل من تونس، ليبيا، مصر، الأردن، فرنسا، أوكرانيا وعمان. * وماذا عن المخيمات الصيفية؟ ** هناك أكثر من 50 ألف كشاف سيستفيدون من مخيمات عبر 14 شاطئ بالجزائر. * هل هناك قوافل للجوالة أو فروع كشفية أخرى مبرمجة هذا العام؟ ** نعم، ستنطلق قافلة السلام والمحبة من الجنوب إلى الشمال. هاته القافلة تضم 40 كشافا، يتوجهون سيرا على الأقدام من مدينة الڤرارة بغرداية عشية عيدي الاستقلال والشباب، ليصلوا إن شاء الله إلى البريد المركزي يوم 25 جويلية. كما ننتظر وصول الشعلة الدولية للقاء الأورو متوسطي شهر جويلية كذلك، بعد مرورها على ليبيا وتونس، لتكون محطتها النهائية بالجزائر، إذ ستمر الشعلة بولايات سوق أهراس، سطيف ثم الجزائر. لينتقل الوفد الشباني المكون من 40 فردا ينتمون لعدة جنسيات، إلى مستغانم خلال فترة تنظيم المهرجانات العالمية للطريقة العلوية. * تعتبر هاته النشاطات المكثفة عنوانا لثقافة التسامح والتصالح بين أفراد الشعب، فيما ذهب البعض إلى الحديث عن العفو الشامل، ما تعليقكم؟ ** سايرنا كل الخطوات التي مرت بها المصالحة، منذ أن تبناها رئيس الجمهورية، وقمنا بحملات توعية كون ثقافة التسامح نابعة من ميثاق الكشافة، ونسعى إلى تربية النشء على هاته التعاليم والتقاليد. وقد انخرطنا في المسعى العام للمصالحة ودعونا إلى أن ينخرط فيها الجميع. أما فيما يخص المراحل القادمة، والتي يدعو إليها البعض ويرفضها البعض الآخر أو ما يسمى ب "العفو الشامل"، فنحن نرى أنه من اختصاصات رئيس الجمهورية لوحده، فله السلطة التقديرية لتعزيز السلم في البلاد، وله كذلك القدرة والإمكانات بما يراه صالحا للبلاد. نحن نؤمن أن المصالحة امتداد عمودي وأفقي تجعل المسافة للعودة إلى الحياة الطبيعية جد قصيرة. * دعت بعض المنظمات إلى ضرورة إعطائها صبغة غير الحكومية لكي تتأسس كأطراف مدنية للدفاع عن حقوق الجزائر والجزائريين أمام الجهات القضائية المختصة، ما هو تعليقكم؟ ** المنظمات، ومنها الكشافة الإسلامية، تتكون من مختلف مكونات المجتمع المدني، وللمجتمع المدني الحق في التأسس كطرف مدني أمام الجهات القضائية، سواء في الداخل أو الخارج، للدفاع عن قضايا مشروعة سواء تخص الكشافة أو تخص الجزائر كوطن، أو حتى كأفراد، لكن يجب توفر المبادرة السياسية لتترجم إلى جرأة في المبادرة، وقد طرحت شكاوى وقضايا وفق الحق الجزائري وتتناغم مع السياسة الخارجية للدولة الجزائرية، بحكم أننا ككشافة إسلامية نعتبر منظمة ذات منفعة عمومية وفق المرسوم الرئاسي الذي حدد مهامها. بالمقابل، نجد العديد من الجمعيات التي كان لديها الجرأة السياسية كأكاديمية المجتمع المدني، قامت برفع دعوى قضائية وكلفت محامية برازيلية بالمرافعة في القضية التي أسست لتجريم الدولة العبرية بجيشها جراء حرب غزة الأخيرة، فكما تلاحظ أن القوانين ليست حاجزا. * هل تكفلتم بأطفال ضحايا الإرهاب بحكم أنكم من ضحاياه؟ ** بالطبع، فالأطفال أبرياء، كما تكفلنا بأطفال ضحايا المأساة الوطنية، أي كما ترى الأطفال هم من الجانبين، إذ لا يعقل أن نحمّل طفلا برئيا أفعال أبويه وأن نجرّمه مكانهم، لذلك أدمجناهم ضمن المخيمات الصيفية مع أطفال آخرين حتى تكون لحمة بين أفراد المجتمع الجزائري من الأجيال القادمة، كما لم نستثن أحدا لا في المناسبات ولا الأعياد. * مرّ على الكشافة الإسلامية صيف ساخن العام الماضي، أين وصلت الأمور التنظيمية؟ ** الملف طوي من كل النواحي، سواء الإدارية أو القيادة العامة، والأشخاص الذين تسببوا في القذف والشتم وإلفاق التهم، حوّلت ملفاتهم إلى العدالة، وهي بعدد ست قضايا لدى الهيئات القضائية للفصل فيها، وهي قيد المتابعة. أما الشباب الكشفي المغرر بهم، فقد أعدنا فتح الأبواب لهم واعتبرنا أن الموضوع مجرد تشحين من آثار تلك المرحلة، فملف حرارة الصيف الماضي طوي. * هل توجد إنخراطات نسوية؟ ** نعم، وهي جد هامة وبفضلهن أعدنا تنشيط القسم الوطني للمرشدات ويضم 05 قيادات وطنية. * هل وضعتم خطة للطفل في الأرياف والقرى، خصوصا وأنهم عانوا كثيرا من العزلة والإرهاب؟ ** نعم، عقدنا اتفاقية مع المديرية العامة للغابات تحت شعار "كشافة ريف"، نسعى من خلالها إلى ضم 500 ألف كشاف وفتح أبواب الكشافة إلى أبناء المأساة الوطنية وضحايا الإرهاب، لخلق إتحاد بين أطفال الجزائر اليوم، شباب المستقبل، وذلك ببعث مواقع كشفية جديدة خارج آخر المدن والتجمعات الكبرى، إذ أننا نؤمن ببناء المواطن الصالح لضمان الإنسجام الإجتماعي.