في حصيلة جديدة أعلنتها مديرية الصحة قدمت مديرية الصحة بوهران رقما مقلقا عن عدد حالات المتمدرسين الذين يعانون التبول، وقد طالت هذه الظاهرة 965 تلميذا من أصل 3400 حالة تم الكشف عنها في الفصل الأول من السنة الدراسية، كما نبهت المصالح المذكورة بتزايد عدد حالات الربو إلى 1163 حالة. ظاهرة التبول وإن احتكمت جل الآراء عند عامة المواطنين بأنها عادية عند المتمدرس باعتبارها مسألة صحية لا إرادية عند الطفل، وأنها مرتبطة بعامل زمني وهو كبر التلميذ، ففي رأيهم أن التوقف عن التبول يكون مع مرحلة الكبر ولا يمكن أن يمتد إلى سن متقدمة، إلا إذا كان ذلك وراثيا، فإن الأخصائيين النفسانيين وجدوا في الظاهرة خطورة بالغة يستوجب معالجتها، كما أن السكوت عنها من شأنه أن يتطور إلى ما لا يحمد عقباه باعتبار أن هذا قد يتحول من عادة إلى مرض فعلي. وشخصت مصادرنا أسباب استفحال الحالات المرضية من التبول إلى الدور الذي لم تعد تلعبه المؤسسات التربوية من الناحية النفسية، خصوصا وأن الطفل الذي يدمج في سنته الأولى بالمدرسة يكون قد دخل إلى عالم تميزه سيمات مخالفة لما يعيشه في الوسط الخارجي والأسري. وحسب الاخصائين، فعندما يبدأ التلميذ أو التلميذة تخاف من الدراسة ويعتبرانها شبحا لابد التخلص منه، إذ تمارس في حقه أساليب شنيعة كالضرب والعقوبات ويكون ذلك في مقابل إفهامه درسا لا غير، ووجد الأطباء النفسانيون أن هذه الطرق لا يتمخض عنها سوى خلق آفات في الدراسة، فغالبا لما يلجا التلميذ إلى أساليب عدوانية وتجد فئة أخرى أنها عاجزة، وفي نفس الوقت قلقة وخائفة لتترجم غضبها عن طريق التبول، ويكون ذلك بشكل لا إرادي وأكثر من هذا لسوء حظ التلميذ، فإن المؤسسات التربوية يكاد ينعدم بها الأخصائيون النفسانيون رغم أن دورهم في المؤسسات التربوية مهم إلى درجة اعتباره عاملا أساسيا في ضمان مستقبل التحصيل عند التلاميذ. من جهة أخرى، أصبح الأخصائيون النفسانيون أهم مطلب عند أولياء التلاميذ كتخصيص ساعة في الأسبوع للتخلص من الأزمة النفسية عند الأطفال المتمدرسين. هذا، وللإشارة، لقد سجلت مديرية الصحة عددا من حالات التبول عند التلاميذ المتمدرسين بالثانويات والذين تتجاوز أعمارهم 16 سنة.