عمالة الأطفال قنابل موقوتة تهدد سيرورة المجتمع ومن جهة أخرى، وأمام استفحال ظاهرة عمالة الأطفال بالمجتمع الجزائري على العموم وبالمدية على وجه خاص، فإن على الجمعيات المحلية دق ناقوس الخطر للوقوف عند حجم الظاهرة ودراستها إجتماعيا للحد منها، الأمر الذي يجنب المجتمع آفات إجتماعية هو في غنى عنها. وانطلاقا من ذلك، فإن إدراك الطفل العالم في سن مبكرة على مواجهة الحياة والظروف الصعبة، قد تكون له سلبيات عديدة تدخل الطفل محيط المخدرات والإدمان، وحتى الجريم،ة حين يستغل من طرف شبكات معنية للسرقة والاحتيال وتجارة الممنوعات، وذلك لكون العالم الذي أقحم فيه منذ الصغر بأغلب الأحيان يكون موبوء ويستدعي وقفة علمية تفرده بالدراسة لتلقي عليه الضوء للحد من تشغيلهم في سن مبكرة، لأنهم بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة. ونذكر هنا إحدى الوقائع المريرة لأم تبحث عن إبنها المختفي بعد ذهابه إلى الغرب الجزائري لإعالتها، فالسيدة خرج إبنها من المنزل منذ عامين بحثا عن عمل، لأنه مرغم على ذلك بسبب دخول والده السجن، ليقع فرسية الشبكات المختصة في الهجرة غير الشرعية، حيث قبض عليه قبل سنوات في وهران محاولا "الحرڤة" رفقة جماعة من الشباب، فالحاجة والفقر دفعته للبحث عن العمل، فوقع فريسة إغواءات الشبكات المروجة للأحلام الوردية بعالم ما وراء البحار. وحول الإحصائيات المتوفرة حول الظاهرة، فقد جاء في إحصائيات المنظمة العالمية للطفولة الكائن مقرها في بروكسل البلجيكية، أنه سجلت في الدول العربية أعلى مستوى لها، خصوصا في المغرب العربي، الذي يحتل صدارة البيانات ب 6.2 مليون طفل، وتشير الدراسة إلى أن عددا كبيرا من أرباب العاملين المسجونين أقروا بعلمهم بانخراط الأطفال في مختلف الأعمال الشاقة التي جرى تسويقها على سبيل المساعدة المنزلية، كما أن أغلب الأطفال العاملين أمهاتهم من ذوي مستوى تعليمي ضعيف أو لم يتلقين تعليما على الإطلاق. وجدير بالذكر أن في المنطقة العربية يتواجد بها 31 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 13 سنة، من ضمنهم 36 في المائة من الإناث، و28 في المائة لا يتعدى سنهم 15 سنة و15 ٪ أيتام، فيما يعيش 1.52 في المائة في الأرياف.