يبدو أن المصارف الأمريكية التي بدأت تستعيد توازنها بعد الأزمة المالية التي أصابتها، قررت "عض اليد" التي امتدت لمساعدتها، وخاصة يد الحكومة الأمريكية التي خصصت مبالغ ضخمة من أموال دافعي الضرائب في الولاياتالمتحدة (ومدخرات دول استثمرت في سندات الخزينة)، لمدها بالسيولة. وعلى رأس تلك المصارف، يبرز بنك "غولدمان ساكس" العملاق، الذي ما إن انتعشت بياناته المالية حتى بدأ يساوم البيت الأبيض على المبالغ التي يتوجب عليه دفعها لإعادة شراء السندات والحصص التي حصلت الحكومة الأمريكية عليها جراء دعمه بالأموال. وكان المصرف قد أعلن قبل فترة عن تحقيقه أرباح عن الربع الثاني من العام، تعتبر الأكبر في تاريخه، إذ سجلت 3.44 مليارات دولار، وقد سارع المصرف إلى سداد عشرة مليارات دولار كان قد حصل عليها من برنامج المساعدات المخصصة للمؤسسات المالية والمصارف. وسبق للمصرف أن أصدر إبان حاجته الماسة للأموال قبل أشهر، سندات تجيز للحكومة الأمريكية شراء 12.2 مليون سهم من أسهمه بسعر 122.90 دولارا، غير أن ارتفاع أسهم البنك إلى 156.84 دولارا في الآونة الأخيرة جعل مجلس إدارته في موقع الساعي إلى التخلص من هذا "العبء".