أطلقت إسرائيل، أول أمس، تحذيرا لمواطنيها، وخاصة رجال الأعمال الذين تربطهم علاقات تجارية بآخرين عرب، بعدم السفر إلى العديد من البلدان العربية، التي تقول إنها تشكّل خطرا على الإسرائيليين، وذكرت منها الجزائر، جيبوتي، المملكة العربية السعودية وأندونيسيا وماليزيا وباكستان، واصفة هذه الدول ب "الخطر الحقيقي والملموس". وتأتي الإشارة إلى الجزائر، في مؤخرة بيان أصدره طاقم محاربة الإرهاب التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونشرته وكالة الأنباء الإسرائيلية، حذّر فيه من هجمات محتملة قد ينفذها حزب الله ضد أهداف إسرائيلية في مناطق عدة في العالم عشية الأعياد اليهودية، التي تعرف في التقويم العبري ب "أعياد شهر تشري"، والتي تحل في شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين. وكان البيان قد شدد في تحذيره على وجوب توخي المواطنين الإسرائيليين، الحيطة والحذر من احتمال اختطافهم في خارج إسرائيل، ووجه تحذيرا خاصا لرجال الأعمال الإسرائيليين الذين يقيمون علاقات تجارية مع رجال أعمال من دول عربية وإسلامية، مصنفا كلا من الجزائر، جيبوتي، المملكة العربية السعودية وأندونيسيا وماليزيا وباكستان، بالدول ذات "الخطر الحقيقي والملموس". في حين، يصنف ذات البيان كلا من إيران والعراق والسودان وسوريا ولبنان والصومال واليمن وأفغانستان، بمستوى "تهديد عيني عال جدا"، وحذر أيضا من الإسرائيليين الذين "يقدمون خدمات أمنية للحكومة الكولومبية"، وطالب رجال الأعمال المتواجدين في هذه الدول بمغادرتها فورا أو عدم الدخول إليها. كذلك حذر البيان الإسرائيليين من زيارة شبه جزيرة سيناء والشيشان وكشمير وجزيرة ميندناو في الفلبين. والملفت للنظر في مثل هذه البيانات التي تصدرها إسرائيل بين الفينة والأخرى، أن الجزائر تأتي في كل بيان تصدره، رغم أن هذه الأخيرة من الدول التي قطعت كل العلاقات بينها وبين الكيان الصهيوني، كما لم يتم تسجيل دخول أي شخص إسرائيلي إلى الجزائر بصفة رسمية. أما الطائفة اليهودية التي عددها قليل جدا في الجزائر، وتتموقع في كل من الجزائر، وهرانقسنطينة وعنابة، ولا يزيد عددهم عن بضع المئات، فإن الجزائر قد اعتمدت لهم جمعية بصفة رسمية من أجل حمايتهم، مثل حمايتها لجميع الأديان السماوية. إضافة إلى هذا، فإن إسرائيل تتبنى سلما خاصا في تصنيف الدول، فهي لم تذكر مصر وإن أشارت إلى سيناء ولم تذكر المغرب مثلا، أو موريتانيا التي تلقت منها هجوما على سفارتها في وقت سابق، مما يطرح العديد من التساؤلات عن اعتماد ذكر الجزائر. وبقيت الجزائر من بين الدول العربية القليلة التي حافظت على عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي ظلت تؤكد رسميا أنه كيان مغتصب وغاشم، ونادت بحرية فلسطين، مساندة إياها في كل المناسبات، وهو ما جعل الكيان يصنف الجزائر في هذه الدائرة، ويعتبرها من الدول التي تشكّل "خطرا حقيقيا عليها".