أكد الشاعر الفلسطيني، عدي شتات، في اللقاء الذي جمعه بأهل الصحافة والأدب بمنتدى "صدى الأقلام"، أول أمس، أنه رغم تنوع تجاربه الأدبية يبقى الشعر الملجأ الوحيد له، حيث اعتبره السلاح الذي يدافع به عن قضيته الفلسطينية شأنه في ذلك شأن أغلبية الأدباء الفلسطينيين الذين اتخذوا من الشعر منبرا لإيصال قضيتهم إلى العالم على غرار والده الشاعر الكبير "الشاطر". وقال إن روايته "عناقيد الشوق" جاءت صدفة لكونها كانت مجرد أقصوصة مهملة كتبها سنة 1995 ليعود إليها ثلاث سنوات من بعد ويمنحها أربعة فصول عبّرت عن آرائه الفلسفية والسياسية، فصول حملت كل تناقضات عدي وأحاسيسه الهائمة على وجهها، حيث كان فصل منها رسالة انتقام وإشفاء غليل من الكاتب السوري "حنا مينا" الذي مس أخواله وعائلته في رواية "نهاية رجل شجاع" وحمل فصل آخر رسالة حنين إلى وطنه فلسطين الذي كان قريبا منه بصفته متواجدا في مطار بيروت وفي نفس الوقت تنقلب الرسالة إلى كره لم يشعر به عدي من قبل لبلفور الذي قدّم وعده لليهود فمنحهم دولة وحضارة لم يكونوا ليحلموا بها. ولأنه اعترف أن الشعر هو الحليب الذي رضعه، فقد أخذ عدي الحاضرين ببهو المسرح الوطني إلى عالم آخر مليء بالأشواق والحرائق والكوارث على بساط مجموعته الشعرية التي صدرت مؤخرا تحت عنوان "حرائق الشوق"، حيث ألقى مجموعة من قصائده التي طاف بها على عدة دول عربية كفلسطين، لبنان، العراق حاملا شوقا تارة وأملا تارة أخرى فمن "شمس الجسير" التي أهداها ل "ابن الشاطئ" عاد به الحنين إلى قريته الأم "الجسير" ومسقط رأس والده وأجداده إلى "صباح زينب" التي كتبها عن رضيعة لبنانية استشهدت في مجزرة قانا بلبنان إلى غاية "أين الفارس؟" الذي بحث عنه عدي لينقذ حضارة بلاد الرّافدين من هذا الضياع. عدي تجربة فلسطينية ثرية بأوجاعها وطموحاتها، ترك بصمة في حقل الإبداع الأدبي والعلمي، منحه الله مشرحين واحد يشرّح به الأجسام بصفته طبيبا وآخر يشرّح به الأرواح بكينونته الشاعرية.