في تحد واضح واستفزازي للعالم، لا سيما الدول العربية المحسوبة على محور الاعتدال،وضاربا كل المواثيق الدولية عرض الحائط ، صادق إيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي مؤخرا على بناء المئات من الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، رغم أن أمريكا الحليف الأكبر لإسرائيل وكذا الاتحاد الأوروبي والدول العربية المعتدلة، طالبت جميعها بتجميد الاستيطان، مقابل حوافز تطبيعية مغرية مع إسرائيل . مصادقة حكومة نتنياهو المتطرفة، على بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، هو بمثابة صفعة إسرائيلية متعمدة للعالم بأسره، خاصة الدول العربية المصنفة في محور الاعتدال . فالسناتور الأمريكي جورج ميتشل مبعوث الإدارة للسلام في الشرق الأوسط، من المفترض أن يصل إلى تل ابيب مع نهاية هذا الأسبوع لمواصلة مباحثاته مع الحكومة الإسرائيلية حول مسألة تجميد الاستيطان. إلا أن هناك تضاربا في الأنباء حول هذه الزيارة، بين إلغائها وتأجيلها لمدة يومين. ويرى المحللون السياسيون أن زيارة ميتشل للمنطقة، أضحت دون جدوى بعد القرار الإسرائيلي ببناء خمسمائة وحدة سكنية جديدة في المستوطنات القائمة حاليا، لأنها تأتي تجسيدا لسياسة فرض الأمر الواقع التي مارستها جميع الحكومات الإسرائيلية السابقة، سواء كانت معتدلة ام يمينية متطرفة. نتنياهو عندما أعطى الضوء الأخضر، لبناء المئات من المستوطنات في الضفة تحت ذريعة مواجهة ما يسميه بالنمو الطبيعي للمستوطنين، وبغض النظر عن معارضة الإدارة الأمريكية لها، يريد أن يثبت للجميع، أن الإدارة الأمريكية ليست هي من تقرر وتملك الكلمة النهائية في هذا الإطار. ففي جميع مباحثاته مع الإدارة الأمريكية ومسؤوليها ركز على ضرورة استكمال ما تم بناؤه من وحدات سكنية اولاً وبناء وحدات سكنية أخرى لاستيعاب احتياجات المستوطنين الضرورية. فالنمو الطبيعي للمستوطنات الذي برر به رئيس حكومة إسرائيل المتطرفة لبناء المستوطنات في الضفة، هو أكذوبة مكشوفة، لا سيما بعد التقارير الأمريكية التي أشارت إلى وجود آلاف الوحدات السكنية غير المأهولة في المستوطنات الإسرائيلية القائمة حالياً في القدسالمحتلة والضفة الغربية. ويرى المراقبون الدوليون أن رد الفعل الأمريكي " البارد "على هذه الاستفزازات الإسرائيلية المخيبة للآمال ، هو الذي شجع ويشجع نتنياهو على المضي قدماً في خطواته الاستفزازية. لأنه عندما يصف متحدث باسم البيت الأبيض، التوسع الاستيطاني بأنه 'أمر مؤسف فقط، هو مؤشر واضح على الموافقة الأمريكية للتوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ولو بشكل غير مباشر، وهو الأمر الذي يشجع إسرائيل في مضيها قدما لبناء المزيد منها ضاربة كل الأعراف الدولية عرض الحائط .