بمناسبة عيد الفطر المبارك قامت جريدة "الأمة العربية" برفقة شباب قرية بوياقور بزيارة خاصة للسيدة مريم طلحي التي تعتبر لحد الساعة أكبر معمرة في العالم، حسب ما أكدته شهادات كبار سكان قرية بوياقور بوهران، وحقائق موثقة لأهلها . مريم التي تقيم منذ أكثر من 100 سنة بالقرية في بيت متواضع داومت على صيام شهر رمضان، منذ نعومة طفولتها ورغم بلوغها اكثر من 126 سنة، لا أنها قامت بأداء فريضة الصيام لهذا الشهر، ووجدناها يوم العيد في صحة جيدة، عليها ابتسامة "الوالية الصالحة "، ورغم نقص بصرها وسمعها، إلا أنها تتعرف على كل زائر عندما يذكر لها إسم عائلته . من حين لآخر نسجل وجود نساء تم تصنيفهن من طرف بعض الوكالات والمراكز، وكذا معدو كتاب" غنيس" كأكبر المعمرات على وجه الأرض، في حين توجد البعض منهن في طي النسيان رغم وجود دلائل وشهادات تجعلهن يتربعن على عرش مملكة المسنين في العالم، الذي كان من نصيب الأمريكية" بولدن اليزابيث" البالغة من العمر 116 سنة، إلى غاية 2007 ، في هذا الإطار أجرينا تحريات بخصوص السيدة مريم طلحي المقيمة بقرية بوياقور. هذه الأخيرة هي أكبر إخوتها البالغ عددهم ستة أفراد، تم تسجيلها ببلدية بوتليليس بوهران على أنها مولودة بالتمييز خلال عام 1906 ، إلا أن شهادات كل أفراد عائلتها ومن عرفها من أهل القرية تكشف أنها ولدت قبل هدا التاريخ ب10 سنوات أو أكثر، السيد " شلبي الودان "أكد في شهادته أن مريم كانت تبلغ من العمر 75 سنة خلال عام 1952 ، بما يعني أن تاريخ ميلادها يعود إلى عام 1877، مما يجعل سنها إلى غاية 2009 يزداد ب 30 سنة عن ماهو مسجل بالحالة المدنية، حيث أصبح سن مريم حسب تصريحات ذات المصدر هو 131 سنة، وفي شهادة المرحوم السيد "س.سعيد" الذي يعتبر ذاكرة تاريخية لأهل القرية فإنه عندما كان هويبلغ من العمر 10 سنوات، كانت مريم في الخمسين من عمرها، هذا الأخير توفي عن عمر يناهز 75 سنة، أصبحت شهادته تثبت بأن تاريخ ميلاد السيدة مريم هو في حدود عام 1883 وبذلك اصبح سنها يقدر ب 125سنة، فرضية بلوغ مريم أكثر من 126 سنة دعمتها شهادات عائلة طلحي محمد التي كشفت أنه عندما كانت والدة أمهم أي جدتهم تبلغ من العمر 40 سنة، خلال عام 1886 كانت مريم تبلغ من العمر 12 سنة بمعنى أنها ولدت خلال عام 1874 ليصبح عمرها حسب هذا التاريخ يتعدى عتبة 134 سنة ، وبحساب بسيط فإن معدل سن مريم حسب المؤشرات الثلاثة قد وصل إلى 126 سنة ونصف، وهو ما يعطيها حق الحصول على تاج عرش أكبر المسنات في العالم ، رغم بلوغها هدا السن إلا أن مريم مازالت تقاوم ظروف الحياة القاسية تحت رعاية عائلة أخيها المرحوم طلحي محمد. أهل قرية بوياقوريعرفون جيدا السيدة مريم الملقبة ب"حمالة الحطب"، لكونها كانت طيلة صغرها تجمع الحطب رغم إعاقتها المستديمة على مستوى اليد اليسرى، حتى أنها قبل اعتكافها نهائيا بالمنزل واصلت جمع الحطب، مريم هي اليوم طريحة الفراش لاتغادر مكانها إلا للضرورة، معنوياتها مرتفعة، تلقى الرعاية من طرف إبنة أخيها "جميلة"، التي حرمت نفسها من الزواج لرعايتها، لأنه حسبها "هذا ما بقي لها من ريحة الوالدين"، وفي هذا الشأن، قالت: "أتلقى صعوبة في توفير وسائل العيش لي ولعمتي التى اشتري لها الحفاظات بمبلغ 150 دج " وتضيف "أن المبلغ الذي تتلقاه عمتي والمقدر ب1000 دج الخاص بمنحة الإعاقة لايكفي لتسديد حاجياتها". حالة مريم الجزائرية وجدناها في دول أخرى كالسعودية، حيث تم تسجيل السيدة "نمشة محمد آل نازح "في سجلات الحالة المدنية على أنها تبلغ من العمر 116 سنة، في حين تقول شهادات من يعرفونها أن سنها يزيدعن 120 سنة، نفس الأمر بالنسبة حدث مع السيدة" مريم عماش" المقيمة في فلسطين التي تشير شهادات عائلتها أنها تبلغ من العمر 120 سنة، مريم الجزائر وفلسطنين ، ماهما إلا عينة عن حقائق تاريخية تم نسيانها من طرف القائمين على منح الألقاب في هذا المجال، حيث كان كتاب "غينيس" للأرقام القياسية، قد صنف الأمريكية " بولدن إليزابث " كأكبر معمرة في العالم بسن يبلغ 116 سنة، والتي توفيت مع نهاية عام 2007، فهل تتمكن مريم في يوم من الأيام من الوصول إلى إحدى صفحات هذا الكتاب في الوقت الذي تحاول سيدة من جنوب إفريقيا دخوله على أساس أنها تبلغ من العمر 132 سنة، معتبرة نفسها كأكبر معمرة على وجه الأرض، وحسب تقارير صحفية من هذا البلد فإن فريقا من موسوعة "غينيس" سيعملون على التأكد من صحة الأوراق الرسمية الخاصة بهذه السيدة، وفحص الهرمونات والعظام لتحديد سنها الحقيقي بالتدقيق. لكي يتم إدخالها في كتاب "غنيس" الذي كانت طبعته الأولى مصادفة ليوم 27 أوت 1955 حيث بيعت منه لحد الآن 101398457 نسخة بأكثر من37 لغة وزع في 100 دولة عبرالعالم، حيث كان خلال عام 1951 الإنجليزي" هيو بيفر" يتولى منصب المدير التنفيذي لهذه المؤسسة، التي اشتهرت بالأرقام القياسية العالميّة في مختلف المجالات . أطفال "بوياقور" يحيون أجواء العيد بابتسمامات المستقبل بعد الانتهاء من زيارة السيدة طلحي قام الفريق الصحفي ل"ا لأمة العربية "بتهنئة سكان قرية بوياقور وزارت مختلف أزقتها المتواضعة، الأطفال والنساء وحتى الشيوخ ثمنوا مبادرة "الأمة العربية" التي التقطت لهم صورا تذكارية ستهديها لهم كعربون محبة وعرفان على تقديرهم واحترامهم للسيدة مريم طلحي، التي أصبحت مزارا لهم في المناسبات الدينية وغيرها ، أطفال قرية بوياقور بمختلف أعمارهم هموا بعد انتهاء صلاة العيد، بمعايدة كل من يلتقونه في طريقهم حتى يجمعوا أكبر عدد ممكن من الدنانير سنة لم ينساها الكبار منذ أمد بعيد .