فرنسا الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية المعتقد، لها عقدة مع الحجاب، وترفض الكثير من المصالح فيها المحجبات، بل أن إحدى العجائز رفضت التعامل مع السفارة الفرنسية في الجزائر بعدما اشترطت عليها هذه الأخيرة صورا دون حجاب، وهذا مارفضته السيدة الستينية رافضة بذلك حتى زيارة إبنها في فرنسا، وإن كان الحجاب يشكل عقدة لفرنسا الرسمية فلماذا ليست لها عقدة من الراهبات.. رغم أنه على رؤوسهن حجاب ..؟ حتى أن تلفزيونات العالم أظهرت كذا مرة راهبات في فرنسا يمارسن السباقات ومختلف الرياضات بلباسهن الديني، ولو خاضت مسلمة سباق المارتون بخمارها ستقيم فرنسا الرسمية الدنيا ولا تقعدها، لأن " المخلوقة " ستعتبرها الدوائر الفرنسية ضد اللائكية، وضد حقوق المرأة حتى وإن كانت الراهبات في فرنسا أكثر سترة أحيانا من بعض المسلمات اللواتي يرتدين خمارا فقط والباقي لا علاقة له بالإسلام. عقدة فرنسا الحقيقية ليست مع الخمار أو اللباس الإسلامي أو حتى ضد الجمع بين الدين والسياسة، لأن عقدتها الحقيقة مع العنصرية، ومشكلتها مع الآخر الذي سيظل أجنبيا حتى ولو اكتسب الجنسية واندمج في المجتمع، إلا أنه سيظل مواطنا من الدرجة الثانية، لذا فحكاية الاندماج والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها ليست سوى شعارات جوفاء تحملها الدوائر الفرنسية للضحك على شعوب العالم الثالث، مثلما تضحك علينا اليوم.