تبقى ساحة الوئام العمومية، والواقعة شمالي مدينة سيدي بلعباس وسط أحياء سيدي الجيلالي، مثالا ونموذجا حيا على سوء التسيير ببلدية سيدي بلعباس في تسيير الموارد المالية، فعملية تأهيل الساحة أثارت ضجة بعد استبدال العشب الطبيعي لمرتين متتاليتين منذ إنشائها إلى يومنا هذا. ورغم أنها كلفت الخزينة أزيد من مليار سنتيم، خلال أول عملية لغرس العشب، تبين بعد وقت محدود من استغلاله أن الأرضية لا تستوعب هذا العشب، وبدأ يتدهور بشكل ملحوظ لتذهب بذلك المبالغ المالية المخصصة لإنجازه هباء منثورا، ثم تأتي بعد هذا مصالح البلدية لتخصص غلافا ماليا معتبرا قصد انتزاعه، وتضح أموالا لا تقل قيمتها عن الأولى في سبيل إعادة بعث المنظر العام للساحة العمومية، ولكن هذه المرة عن طريق غرس الشجيرات. ولم تستبعد بعض الجهات أن يكون المشروع محطة لإطلاع المسؤول الأول للبلاد عن مدى جدية تسيير الإنجازات والمشاريع التي وقف عليها في مهدها، خلال الثلاث سنوات الماضية، وتبقى بذلك ساحة الوئام مثالا واضحا عن عشوائية صرف الأموال العمومية، والتفكير بعد ذلك في كيفية الحفاظ عليه من الغبث وإيجاد طرق أنجع لتسييره. وحسب متتبعين للموضوع، فإن المشروع استهلك فوق تكلفته، وذكر البعض أن الملف طرح على العدالة للبت فيه.