على خلفية التوتر الذي يخيم بين حركة المقاومة الإسلامية والسلطات المصرية ، بسبب تأجيل التوقيع على ورقة المصالحة المصرية من قبل حماس ، وذلك بعد تعليق تقرير غولدستون من قبل السلطة الفلسطينية برام الله والذي يدين إسرائيل على ارتكابها جرائم حرب في غزة ، أعرب الفلسطينيون في غزة المحاصرين منذ أزيد من سنتين عن مخاوفهم من إقدام السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح ، وكذا تدمير الأنفاق الحدودية التي يهربون عبرها احتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية لا سيما وأن مصر كانت قد هددت حماس بخنف غزة ، إذا لم توقع حماس على الورقة . وجاءت مخاوف الغزاويين بعد تصاعد التوتر مؤخرا بين القاهرة وحماس ، على خلفية رفض الحركة التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية، حيث أكدت حماس أن القاهرة أدخلت على الورقة المصرية الجديدة مسائل لم يتفق عليها ولم تبحث بشكل مناسب، وهو الأمر الذي نفته الحكومة المصرية على لسان وزير خارجيتها . وذكرت وسائل إعلامة عربية أن القاهرة قد تقدم على إغلاق معبر رفح الحدودي ومنع قادة حماس من السفر، كوسيلة للتضييق على الحركة وإجبارها على التوقيع على ورقة المصالحة التي يصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس المنتهية صلاحيته على توقيعها ، لأجل إجراء الانتخابات الرئاسية، مضيفة أن حماس قد توقع على الورقة الفلسطينية التي تحمل في طياتها اتفاقية أوسلو والتي تخدم بالدرجة الأولى إسرائيل ، مشيرة إلى أن حماس باعتبارها تعي خطورة رفض التوقيع على ورقة المصالحة، فإنها لا تستطيع التضحية بسكان غزة المحاصرين، خاصة و أن معبر رفح يمثل لها الرئة التي تتنفّس منها غزة. من جهتها أبدت مصادر فلسطينية تخوفها من التصعيد المصري في مكافحة تهريب البضائع عبر الأنفاق ، موضحة أن هذه الوسيلة هي من إحدى الوسائل للتضييق على حماس. مشيرة إلى أن تدمير الأنفاق سيؤدي إلى انفجار غزة، خاصة وأن إسرائيل ترد من حين إلى آخر بقصف الأنفاق تحت ذريعة استهداف مستوطناتها بصواريخ حماس، ومن جهتها مصر تهدد بخنق القطاع وذلك بتدمير الأنفاق ،كرد فعل على تأجيل التوقيع على الورقة المصالحة من قبل حماس. لا سيما وأن الفلسطينيين في غزة يعتمدون على هذه الأنفاق لتهريب المواد الغذائية وكذا الوقود للتزوّد بها وهي البضائع التي يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها عبر المعابر التجارية، بهدف كسر شوكة حماس واقتلاع جذورها من غزة .