أكد شريف رحماني، وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة، أمس، أن الجزائر تعكف حاليا على بحث السبل التي تمكّنها من توفير جو أمني مناسب ومساعد لجلب السياح وتطوير السياحة، مشددا على أنه رغم استرجاع الجزائر لأمنها مقارنة بسنوات العشرية السوداء، إلا أن الحذر والحيطة مطلوبان، قائلا: "الأمن المطلق من الإرهاب لا يمكن تحقيقه في أي مكان"، أوضح الوزير في كلمة ألقاها خلال انطلاق الورشة التكوينية التي نشطها خبراء من مرصد التطوير والهندسة السياحية الفرنسية "أوديت فرنسا"، لفائدة إطارات القطاع، أن ترقية وجهة الجزائر السياحية تتطلب وقتا طويلا وجهودا كبيرة، كما يستدعي ذلك "العمل على تحسين الخدمات السياحية"، وذلك تجسيدا لمخطط النوعية والجودة الذي نص عليه المخطط المدير لتهيئة السياحة لآفاق 2025. وأوضح الوزير على هامش هذا اليوم الدراسي الذي خصص لتقنيات الملاحظة والتطوير والتأهيل السياحي، أن الإستقرار النسبي الذي تعيشه الجزائر لا يمنعها من الإستعانة بالخبرات الدولية لبعث الوجهة والمقصد الجزائري، وبناء سياحة جزائرية مستدامة. وفي هذا الإطار، أشار الوزير إلى أهمية الاستفادة من التجارب الفرنسية في مجال تجسيد الإستراتيجية الوطنية للتسويق السياحي، مبرزا أهمية دعم الاستثمار تماشيا مع احتياجات السوق ورغبات السياح. وعلى صعيد آخر، كشف الوزير أن الأولوية المعتمدة في ترقية الوكالات السياحية تتجه نحو السياحة الدينية، عن طريق تأهيل وكالات الحج والعمرة، وذلك بمساعدة الفاعلين والمحترفين الناشطين بالقطاع، من خلال تكوينهم وتحسيسهم. وفي هذا السياق، توعّد الوزير بتشديد العقوبات على جميع المخالفين لدفتر الشروط وإقصائهم، وذلك عبر مراحل متعددة، بداية من التحسيس. أما عن هذا اليوم الدراسي، فقد أوضح شريف رحماني أن هذا اللقاء جاء قصد النهوض وتطوير قطاع السياحة بالجزائر، حيث كانت قد انطلقت دراسة خاصة للمراكز السياحية بالجزائر والمشاكل التي تواجهها، أوكلت المهمة فيها لمكتب فرنسي متخصص في الجودة والتسويق السياحي، والذي خرج من خلالها بتقارير مفصلة للمشاريع والعوائق التي تحول دون تطوير السياحة. وفي هذا الصدد، أكد الوزير على ضرورة الأخذ بمقترحات وملاحظات الطرف الجزائري للخروج بمخطط عمل ميداني فعلي في الأشهر المقبلة. هذا، وقد شدّد الوزير على ضرورة الاهتمام بالترويج والتسويق لتحسين السياحة والتحضير لاستثمارات في هذا المحتوى، لتكون متطابقة مع تطلعات السياح، وهو ما يستدعي تحديد الفنادق والمطاعم والنزل التي يجب استهدافها في إطار ضمان الجودة وتكوين العنصر البشري.