تمكن المعلق الرياضي الجزائري على قناة الجزيرة الرياضية 2، حفيظ دراجي، أن يجلب أنظار الملايين من الجزائريين ويشدهم لمتابعة مباراة الجزائر مصر، والاستغناء بذلك عن متابعة المقابلة على التلفزيون الجزائري، واستعاد الجزائريون رفقة حفيظ متعة المقابلات الرياضية بصوته وطريقته المميزة التي ألفوها لسنوات طويلة على "اليتيمة" وافتقدوها مؤخرا. الجزيرة الرياضية التي عرف القائمون عليها كيف يشدون أنظار الجزائريين إليها من خلال تخصيصها قناتين لبث المقابلة، واحدة بتعليق مصري وأخرى بتعليق جزائري، وعرفت كما يقال من أين تؤكل الكتف، إذ كلفت حفيظ دراجي بالتعليق الذي أعطى للمباراة نكهة خاصة ومميزة لا يحسنها إلا هو، لم يستطع من خلالها وطيلة 94 دقيقة أن يتحكم في أعصابه أو في تعليقاته من خلال مناصرته الحارة لمنتخب بلاده، والتي كانت واضحة وضوح الشمس لاستخدامه عبارات مثل تلك التي قالها عقب تسجيل عنتر يحيى هدف التأهل "يا سلام لو تزيدولهم الهدف الثاني القاتل"، وكذا التذكير ببطولات الجزائر وشهدائها الأبرار عميروش، سي الحواس، ديدوش، بن مهيدي وآخرين. حفيظ الذي استرجع معه الجزائريون ذكريات التعليق على المقابلات الوطنية، وحتى الأوربية، تمكن أن يعيد إليهم حرارة وألفة هذه المباريات، حتى وهو خارج الديار، هم إذن أبناء الجزائر الذين مهما ابتعدوا ومهما غابوا، إلا أنهم يبرزون للوجود مع أول أمر يخص بلادهم.