قبل يوم واحد عن قرعة كأس العالم التي ينتظرها العالم بأسره، خاصة الشعب الجزائري، بسبب تأهل منتخبنا إلى كأس العالم، نعود بكم قليلا إلى الوراء وكيف تأهل الخضر إلى جنوب إفريقيا والمقابلات التي لعبها منتخبنا في التصفيات. بداية كانت بالتصفيات الأولى حين أوقعت القرعة المنتخب الجزائري أمام كل من المنتخب السينغالي واللبيري والمنتخب الغامبي. بعد غياب لمرتين متتاليتين عن كأس إفريقيا، هاهو المنتخب الجزائري يبدأ التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم، حيث أن مباراته الأولى وضعته أمام المنتخب السينغالي القوي. ورغم الخسارة في هذه المقابلة، إلا أن أبناء المدرب رابح سعدان لعبوا مقابلة قوية وقدموا أداء رجوليا فيها. في مقابلة سهلة نوعا ما، فاز الخضر ضد المنتخب الليبري بثلاثية في ملعب البليدة، حيت سجل كل من اللاعب جبور واللاعب كريم زياني الذي سجل ثنائية، هذا الفوز الكبير أعطى دعما معنويا للشعب الجزائري الذي اكتشف روح المجموعة الجديدة. كانت هذه الخسارة غير منتظرة من المنتخب الغامبي لما سببته من أثر سلبي على اللاعبين الذين دخلهم الشك في عدم التأهل إلى كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، حيث سجل المنتخب الغامبي هدفه الوحيد من ضربة جزاء. بعد ستة أيام من الخسارة ضد غامبيا، دخل المنتخب الوطني مقابلة العودة وكله عزم على الفوز لتفادي الإقصاء، حيث دخل اللاعبون تحت ضغط شديد من شبه الخروج المبكر من التصفيات وتحت ضغط الجمهور الذي لا يسمح لهم بأي تعثر آخر، وعمل اللاعبون كل شيء من أجل الفوز، وهذا ما كان لهم، حيث سجل عنتر يحيى الهدف الوحيد في المقابلة في الدقيقة 33. بعد الفوز ضد المنتخب الغامبي، أدرك رفقاء كريم زياني بأن الفوز ضد المنتخب السينغالي سيفتح لهم الطريق للمرور للتصفيات الثانية، وهذا ما كان لهم بعد أداء مباراة بطولية وتحت أنظار أكثر من 40 ألف متفرج، حيث وبعد الهدف الأول للسينغال ثار الجمهور الجزائري على المنتخب قبل نهاية المقابلة بنصف ساعة، لكن إرادة اللاعبين كانت قوية، ما سهل من مهمتهم في الدقائق المتبقية وسجلوا 3 أهداف من توقيع بزاز، صايفي وعنتر يحيى. في مقابلة مملة بعض الشيء، تأهل المنتخب الوطني للدور الثالث من التصفيات المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا بعد عودته بتعادل سلبي من ملعب موريفيا، وهذا بعد أن احتل المنتخب الوطني المركز الأول في مجموعته، والمفاجأة كانت إقصاء المنتخب السينغالي. بعد التأهل للدور المزدوج والأخير، أوقعت القرعة المنتخب الجزائري في مجموعة قوية ضمت حامل اللقب الإفريقي، المنتخب المصري المرشح الأول لكسب تأشيرة التأهل للمونديال، حسب آراء المتخصصين، بالإضافة إلى كل من المنتخب الرواندي والمنتخب الزامبي. في أول مقابلة في الدور المزدوج، تنقل الخضر إلى رواندا وكلهم عزم على الفوز، لكن براعة الحارس الرواندي ونقص فعالية مهاجمي الخضر حالت دون تحقيق المبتغى وانتهت المقابلة بتعادل سلبي بين الفريقين وعودة الجزائر بنقطة من خارج الديار. في مقابلة فريدة من نوعها، استطاع المنتخب الوطني الجزائري بحضور أكثر من 40 ألف جزائري بملعب شاكر بالبليدة، أن يطيح بالمنتخب المصري بثلاثية في مقابلة فاجأت الجميع بفضل الحضور القوي لأبناء المدرب سعدان الذين أبانوا عن قدرات هائلة، وسجل أهداف المنتخب الجزائري كل من كريم مطمور، عبد القادر غيلاس والمهاجم جبور رفيق. بعد أسبوعين فقط عن مقابلة مصر، تنقل المنتخب الوطني إلى زامبيا وكله عزم على تشريف الراية الوطنية، وهذا ما كان لهم بعد فوزهم بهدفين لصفر ضد المنتخب الزامبي، وهذه النتيجة لم تكن متوقعة من طرف اللاعبين، فما بالك بالشعب الجزائري الذي بدأ يشم رائحة التأهل للمونديال. وسجل أهداف المنتخب الجزائري كل من بوڤرة مجيد ورفيق صايفي. بعد الفوز الأخير واحتلال المنتخب الوطني الريادة في مجموعته، دخل اللاعبون مباراة زامبيا بنية الفوز لا غير من أجل البقاء في الريادة. جرت المقابلة في سهرة رمضانية وانتهت بفوز الخضر بهدف وحيد من توقيع صايفي، وكانت المقابلة صعبة للغاية للاعبين، لكن المهم كان تحقيق الفوز واعتلاء الريادة. في مقابلة شيقة ومثيرة، فاز المنتخب الوطني ضد المنتخب الرواندي في ملعب البليدة بثلاثية مقابل هدف بعد اللعب السلبي الذي دخل فيه لاعبو المنتخب الرواندى وتضييعهم للوقت، وبمساعدة الحكم الذي لم يحتسب هدفين للجزائر، لكن رغم هذا تمكن رفقاء كريم زياني من الظفر بالنقاط الثلاث التي كانت تهمهم أكثر من النتيجة المسجلة. وسجل الأهداف كل من المهاجم غزال عبد القادر ونذير بلحاج وكريم زياني. في القاهرة، كان رفقاء زياني يحتاجون لتعادل أو خسارة بفارق هدف واحد للذهاب إلى بلاد مونديلا، لكن أشياء لم تكن في الحسبان وقعت من بعض جماهير مصر التي رشقت الحافلة التي كانت تنقل المنتخب الوطني للفندق وإصابة 4 لاعبين، رغم هذا جرت المقابلة وانهزم الفريق الوطني بهدفين، وهذا ما أدى إلى إجراء مقابلة فاصلة في السودان. بعد الذي حدث في القاهرة، دخل لاعبو المنتخب الوطني وكلهم عزم على الفوز وإهداء التأهل للشعب الجزائري الذي انتظر 24 سنة لرفع راية منتخبه من جديد في المونديال، في مقابلة كأنها جرت في الجزائر، حيث فاق عدد الجمهور الجزائري 15 ألف مناصر.. وتحت شعار "1.2.3 فيفا لالجيرى"، تأهل المنتخب لكأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا بعد صاروخ من اللاعب عنتر يحيى الذي دخل شباك الحضري في الدقيقة 41.