يشهد قطاع الغابات بولاية بجاية، قفزة نوعية في مجال التنمية، خاصة بالمناطق الجبلية المحرومة، حيث لم يعد دور مصالح الغابات ببجاية يقتصر على المهام التقليدية المعروفة على غرار حراسة الثروة الغابية وحمايتها، بل تعداه إلى المساهمة في إنجاز مشاريع كفيلة بمساعدة السكان على الاستقرار، مما أعطى نتائج جد إيجابية، لا سيما بالمناطق الريفية التي تعرف مشاكل تنموية معقدة كالبطالة والعزلة والنزيف البشري المتواصل. وسمحت البرامج التي سطرتها محافظة الغابات ببجاية في السنوات الأخيرة بتغطية نحو 25 بلدية تضم أزيد من 15 ألف نسمة موزعين على 95 مشتلة بغلاف مالي قدر بأكثر من 66 مليار سنتيم خلال 4 سنوات، وركزت هذه البرامج على قطاعات المياه، تحسين العقار الزراعي، غرس الأشجار المثمرة، حماية التربة من الانجراف، بناء السدود والآبار، دعم برامج تربية النحل ودجاج البيض ووحدات إنتاج الأعلاف وإسطبلات تربية المواشي، فك العزلة وإنجاز المساكن الريفية الجديدة، وقد سمحت تلك المشاريع باستحداث أكثر من 4000 منصب عمل بين دائم ومؤقت. وتعمل مصالح الغابات حاليا على إنجاز العديد من المشاريع، وذلك لإعادة الاعتبار إلى القرى والقصور، وتنويع النشاطات الاقتصادية في الوسط الريفي. وتعتزم ذات المصالح إطلاق 15 مشروعا جديدا قبل نهاية السنة الجارية يتعلق البعض منها بتحسين مداخيل سكان الأرياف وتثمين الموارد الطبيعية وحماية التراث الريفي المادي وغير المادي. وسعيا منها لإنجاح تلك المشاريع، قررت مصالح الغابات ببجاية، إطلاق عملية تكوين أصحاب المشاريع وتمكينهم من تقنيات تربية النحل والأغنام والأبقار، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات التكوين المهني الرائدة في هذا المجال. وتتوقع مصالح الغابات استهداف نحو 25 ألف نسمة بعد إنهاء المشاريع المسجلة في انتظار بعض المشاريع الأخرى الموجودة ببنك المعلومات، الذي يعد المرجع الأساس لبلورة الأفكار وتجسيدها على أرض الواقع. وأمام المهام الجديدة تبقى مصالح الغابات ببجاية في حاجة ماسة إلى المزيد من الإمكانات المادية والبشرية، حتى تتمكن من إنجاح البرامج التنموية الهامة والوصول إلى أقصى الأقاليم الجبلية المحرومة.