سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المستوردون يغرقون السوق بأعلام ورايات وطنية غير مطابقة ومسببة لأمراض جلدية تستقدم من الصين وفيتنام أوتصنع محليا من طرف ورشات خياطة غير قانونية بأقمشة مجهولة المصدر
فجر المدير التجاري والتموين بالشركة العمومية للنسيج " سواتين" أحد فروع المجمع الوطني "تيكسماكو" منور مغربي قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف أن نسبة كبيرة من الأعلام التي رفعها الجزائريين في غمرة الاحتفالات قبل وبعد كل المباريات التي خاضها الفريق الوطني لحساب التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010 مستوردة من الصين وتايوان وفيتنام وهي غير مطابقة لمعايير الراية الوطنية التي حددت مقاييسها بمرسومين رئاسيين يحد أبعاد وألوان كل مركب منها بدقة ميليمترية . وقال مغربي في لقاء مع "الأمة العربية" على هامش فعاليات معرض الانتاج الجزائري الذي تختتم فعالياته اليوم الثلاثاء بقصر المعارض أن غياب الرقابة التي من المفترض أن تحمي الرمز والمعلم الأول للسيادة الوطنية فسحت المجال أمام " أشباه المستوردين " لإغراق السوق المحلية بشتى أنواع الرايات والأعلام الوطنية بمختلف أحجامها وهي مستوردة أساسا من الصين وتايوان وبلدان أخرى جنوب شرق آسيا ولاتستجيب للمقاييس والمعايير التي حددها المرسومان الرئاسيين علاوة على تسخير الكثير من ورشات الخياطة والتفصيل التي تعمل بطرق غير شرعية، كافة طاقاتها الاستغلال الظرف المربح لتصنيع اكبر عدد من الرايات و" الشالات " والأحزمة والمظلات والقلنسوات التي تحمل في غالبها ألوان الراية الوطنية خصوصا أن تأهل الفريق إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق بعد أيام قليلة وكأس العالم في جوان من العام الداخل 2010 أطال من" عمر النشاط وبالتالي الربح " ولوعلى حساب احد رموز السيادة الوطنية . لوبيات الربح السريع كشرت عن أنيابها في غمرة الاحتفالات وأضاف السيد مغربي أنه وعلاوة على عدم استيفاء الأعلام والرايات الوطنية التي تروج بكثرة هذه الأيام في كل الأسواق الشرعية والفوضوية عبر الوطن للمقاييس والمعايير المنصوص عليها من لدن الجهات الرسمية العليا فانها مصنوعة بقماش غير صحي وغير مطابق أيضا لمعايير صناعة النسيج والقماش حيث يعتمد في تصنيعه عدة مواد كيميائية غير منصوح بها صحيا خصوصا وأن الاتحاد الأوروبي كان قد حضرقبل سنة استيراد تشكيلة واسعة من القماش الصيني والفيتنامي لأنها مشكلة من مواد كيميائية خطيرة مضرة بالجلد وتسبب أمراض كثيرة لكن الأمر في الجزائر مخالف تماما حيث فسح المجال أمام كل من هب ودب للاستيراد والتصنيع في غياب أدنى مراقبة أوردع . من العار أن نقابل الكاميرا الأجنبية برايات غير مطابقة وأوضح المدير التجاري والتموين بالشركة العمومية للنسيج " سواتين" ل " الأمة العربية " أن الأقمشة غير صحية وغير المطابقة" تتحلل" بسرعة بسبب التأثيرات الطبيعية مثل الحرارة أوالرطوبة حيث يتحول اللون الأخضر إلى " مائل للأصفر" والأحمر إلى برتقالي والأبيض إلى رمادي والمثير الذي يحز في الأنفس أن ترفع مثل هذه الأعلام في الملاعب والشوارع أمام عدسات الكاميرات الوطنية والأجنبية دون أن تحرك السلطات الوصية ساكنا .وقال محدثنا أن الوقت مازال كافيا لاستدراك الوضع مطالبا وزارة التجارة وكافة الهيئات ذات الصلة بشكل مباشر أوغير مباشر التدخل من أجل إعادة للراية الوطنية قدسيتها وهيبتها وأن تردع " لوبيات الربح السريع " والانتهازيين الذين لايهمهم سوى الربح السريع ولة على حساب مقومات وثوابت الأمة . سوق النسيج مر بمراحل صعبة لكنه بدأ ينتعش وعاد السيد مغربي ليتحدث عن واقع سوق النسيج في بلادنا الذي ما يزال يعاني رغم الخطوات التي قطعها من أجل اعادة هيكلة نفسه مرجعا السبب إلى فتح السوق على مصراعيه أمام الاستيراد دون تحديد ضوابط قبل عشريتين حيث تم اغراق السوق بأطنان من الالبسة والاقمشة مع كل الامتيازات والتسهيلات التي أقرت لصالح المستورد في وقت ضل المصنع المحلي يكابد الخسائر من جراء الكساد دون أن يلتفت اليه أحد رغم دعوات نقابة المصنعيين المحليين للنسيج والجلود إلى وضع حد لهذا النزيف الذي تسبب في قطع لقمة العيش على الآلاف من العمال والموظفين الذين تم تسريحهم من المئات من الشركات والمجمعات سواء الخاصة أو العمومية التي كانت قبل عشريتين من المجمعات العملاقة التي لبت طلب السوق وتمكنت من اقتحام أسواق خارجية كثيرة في آسيا وحتى أوروبا مثل المجمع الكبير "سونيتاكس" و" الجزائر تيكستيل" وعيرها عديدة . وطالب محدثنا السلطات العليا في البلاد الحد أوعلى الاقل التقليص مرحليا ضمن خطة استراتيجية وطنية مضبوطة من استيراد المواد كاملة الصنع وهو إجراء من شأنه أن يكون بمثابة "جرعة أكسجين" للشركات المصنعة محليا لتدارك وضعيتها مضيفا أن الاستيراد سيبقى يقتصر فقط على الأنسجة أوالقطن كمواد أولية أوعلى الأقل نصف مصنعة لأن انتاج السوق المحلي من المزواد الأولية قد لا يكفي لسد أكثر من 200 شركة ما بين عمومية وخاصة ناشطة في قطاع النسيج ببلادنا . تدابير قانون المالية يجب أن تعزز بإجراءات رقابية وكشف السيد مغربي أن مجمع "تيكسماكو" العمومي الذي يضم 26 شركة موزعة عبر التراب الوطني يحضر حاليا لمشاريع تعزز قدراته الانتاجية تحسبا للحدثين الكرويين الذي يشارك فيها الفريق الوطني ( كأس العالم وافريقيا 2010) دون إغفال الخطوط الانتاجية الأخرى حيث سخر كافة امكانياته وطاقاته المادية والبشرية ليكون في مستوى الحدث حيث أوضح أن المجمع سيقدم تشكيلة واسعة من المنتوجات ( أعلام ورايات بمختلف الاحجام ومعصميات وقلنسوات وشالات ...) تستجيب بدقة لمقاييس ومعايير المرسومين الرئاسيين كما سيدعم قدراته الانتاجية الاخرى فيما يخص تزويد السوق بمختلف الأقمشة الصحية خصوصا تلك المستخدمة لصناعة الاسرة المضادة للنيران والأقمشة المزدوجة والأقمشة الموجهة لقطاع التأثيث والتزيين. وثمن محدث" الامة العربية" التدابير التي اتخذتها وزارة المالية في قانون المالية التكميلي 2009 وقانون المالية الجديد 2010 حيث أوضح أنها تصب في خدمة الانتاج والانتاجية المحلية لكنه شدد على أن ترافق هذه التدابير إجراءات رقابية وردعية حيث يقول " التجربة علمتنا أن القانون وحده لا يكفي يحب أن تضمن الدولة الرقابة في السوق لأنها المحفز المهم بالنسبة للمنتج والمصنع المحلي وفعلا بدأنا نلمس بعض الانتعاش في السوق مع أولى تطبيقات هذه التدابير نأمل أن يستمر الحال بما يخدم المصنع الجزائري ويعزز تنافسية منتوجه أولا في السوق الداخلي وفي مرحلة قادمة في السوق الخارجي ". المعرض فرصة دعائية وتحسيسية أيضا وقال السييد مغربي" معرض الانتاج الجزائري هو فرصة لنا وكل المؤسسات العمومية والخاصة للتعريف بمنتوجاتنا وخلق فضاءات للتعاون والشراكة البينية وأيضا مناسبة لتحسيس المواطن الزبون باقتناء ما يلبس أوما يستخدمه من أقمشة بدقة متناهية لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية " . مضيفا بقوله " المستوردون الذين أحكموا قبضتهم على الأسواق القانونية وغير القانونية يلعبون على" وتر السعر" حيث يعرضون تشكيلة واسعة من المنتوجات " مجهولة المصدر وفي أحيان كثيرة مجهولة حتى في بلد المنشأ بأسعار متدنية للغاية وكمصنعين محترفين نحذر من اقتنناء أو استخدام هذه المنتوجات لأنها قد تنقلب وبالا عليهم ".