أدرك كل من شاهد مباراة الجزائر ومصر أول أمس أن الحكم البنيني كوفي كودجيا كان قد أعد كل شيء قبل المباراة من أجل هزم الخضر وتأهيل الفراعنة، حيث تحدثت عدة أطراف عن تواطؤ هيئة حياتو والفراعنة باعتبار أن مقر الكاف متواجد بالقاهرة والجميع يعرف جيدا أن المصريين خبراء في مثل هذه الحكايات النذلة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الجزائري الذي أحرق قلوبهم بعدما منع منتخبهم من التأهل للمونديال، وبالتالي فقد أدركوا أن اللعب النظيف لن يجد نفعا مع فريق أزاح عملاق القارة من الطريق بمستوى فاق كل التوقعات، واهتدوا أخيرا لحل أحيكت خيوطه في كواليس الكاف وتقبل الوقح كوجيا تقمص الدور ورمى بذلك بكل قيم الأخلاق الرياضية جانبا ليدخل المسرحية ويؤدي الدور البطولي بامتياز ويحقق رغبة أسياده الفراعنة الذين يدركون تمام الإدراك ان أي تعثر جديد امام الجزائر سيتسبب في كارثة وطنية في مصر لا سيما وان الأسرة الحاكمة تنتظر هذه البطاقة " الأخيرة" لتوريث مبارك الإبن وذلك بعدما ضيعت بطاقة المونديال. ويرى حكم دولي جزائري معروف أن الحكم كودجيا ارتكب أخطاء بالجملة، حيث لم يتوان في إعلان أخطاء لفائدة المنتخب المصري وبالمقابل يتغاضى عن إعلانها للمنتخب الوطني وعندها بدأ رفقاء زياني يشمون رائحة التواطؤ من هذا الحكم الذي سيعلق الصفارة قريبا، ويرى ذات الحكم أن منحه إنذارا لحليش لم يكن في محله، حيث أن هذا الأخير صعد مع الحارس المصري لالتقاط الكرة دون أن يتعمد الاحتكاك به، والغريب أن كودجيا توجه نحوالحضري وسأله عن هوية المدافع الذي احتك به وعندما أخبره عن الإسم توجه إليه وأشهر في وجهه البطاقة الصفراء، وللأمانة، كما قال الحكم، فإن الإنذار الثاني لحليش كان منطقيا، بينما أكد أنه كان على الحكم منح إنذار للاعب المصري الذي نفذ ضربة الجزاء عندما تهيأ لتنفيذها ثم توقف قبل أن يدخلها الشباك حتى أن الحارس شاوشي لم يتحرك ظانا بأن الضربة ستعاد، ولكن كوديجا كان له رأي آخر. كان المصريون يتوقعون مشاهدة مقاطع من النياح والبكاء لدى الجزائريين بعد الإقصاء من كأس إفريقيا على يد الحكم البنيني كوفي كوجيا، ولكن كم كانت دهشتهم كبيرة عندما رأوا آلاف المشجعين يغزون شوارع المدن الجزائرية معلنين عن مساندتهم المطلقة لرفقاء حليش الذين كانوا ضحية لكودجيا الذي عمل المستحيل من أجل منح بطاقة النهائي للمنتخب المصري الذي كان بعيدا كل البعد عن المستوى لولا خدمة مسبقة ومدبرة من الحكم الذي طبق تعليمات أسياده حرفيا. وبقيت هذه المشاهد تحرق قلوب الفراعنة حتى أنهم نسوا تأهلهم لأن أفراح الجزائريين عكرت ذلك. وفي مشهد غريب ومفاجئ لم يتوقعه الكثيرون، خرجت الجماهير الجزائرية إلى الشوارع في مسيرات احتفالية بعد لحظات من إعلان الحكم البنيني كوفي كودجيا نهاية المباراة . وخرج آلاف المشجعين إلى الشارع رافعين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات مؤيدة للمدرب رابح سعدان واللاعبين معبرين عن امتنانهم ل "الخضر". الصحافة العربية تنبهر بما فعله الجمهور الجزائري بعد المباراة انبهرت وسائل الإعلام العربية المتواجدة بالجزائر من رد فعل الجماهير الجزائرية بعد نهاية المباراة، حيث نقلت الأجواء السائدة في العاصمة بأمانة وأكدت أن ما قام به الجزائريون يعتبر أمرا مشرف حقا وقل ما يتم مشاهدته في البلدان الأخرى. ففي ساحة البريد المركزي، كان المشهد رائعا ومعبرًا، حيث سار المئات حاملين علما جزائريا ضخما، وشوهدت صورة كبيرة للمدافع الجزائري المحوري "رفيق حليش"، الذين كان أول ضحايا الحكم البنيني، وراح الكل يرددون أناشيد وشعارات حماسية كلها تشيد بالمردود الإيجابي والروح القتالية التي أبان عنها الخضر في مشوارهم القاري. "نجوم 82 ": المنتخب أدّى ما عليه وسيرد بقوة في المونديال القادم بدورهم، لم يتخلف نجوم الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي عن الركب، واعتبر "شعبان مرزقان" الظهير الأيمن السابق للخضر وأحد صانعي ملحمة خيخون أمام ألمانيا، أنّ المنتخب الجزائري حقق أكثر من هدفه المسطّر في هذه الدورة، في حين ركّز "صالح عصاد" الجناح الأيسر الذهبي في مونديالي 1982 و1986 بإسبانيا والمكسيك، على أنّ المقابلات الخمسة التي لعبها عناصر الخضر في دورة أنغولا، سيكون لها أثر كبير على صعيد تحقيق الانسجام واللعب الجماعي لمنتخب شاب. من جهته، شدّد "ناصر بويش" المهاجم السابق للمنتخب الجزائري، على أنّ انهزام الجزائر برباعية أمام مصر لا ينقص من قيمة التشكيلة الحالية التي لعب ثمانية من عناصرها رغم معاناتهم من إصابات ونقص المنافسة، وتوقع بويش أن يكون للخضر مشوار طيب في المونديال القادم، مستدلا بواقعة مماثلة حصلت للمنتخب قبل 28 عاما، حيث أقصي بلومي، ماجر ورفاقهما في الدور النصف نهائي لكأس إفريقيا للأمم بليبيا سنة 1982، قبل أن يمثلوا العرب والأفارقة أحسن تمثيل في كأس العالم بإسبانيا أشهرًا من بعد، وقهرهم للعملاق الألماني بثنائية لا تزال راسخة في أذهان متتبعي الكرة العالمية. وقد صب الأنصار جام غضبهم على الحكم البنيني الذي نعتوه بأبشع الصفات وأكدوا أنهم سيخصون باستقبال خاص لأشبال المدرب رابح سعدان فور عودتهم من أنغولا اعترافا بالجهود المبذولة، سيما بعدما نجحت الجزائر في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد غياب دام 24 عاما. ولم تؤثر الهزيمة التي مني بها "محاربوالصحراء" أمام "الفراعنة" في معنويات الأنصار الذين أشادوا بأداء اللاعبين في بطولة إفريقيا وصبوا جام غضبهم على الحكم كوفي كودجيا. النتيجة إلا أنها لا تعكس المستوى الحقيقي للخصم الذي خدمه بشكل أوبآخر الحكم البنيني الذي ساهم بنسبة 90 في المائة في صناعة الفوز لصالح المنتخب المصري لدى إخراجه لبطاقات حمراء عشوائية خاصة تلك التي تلقاها حليش وذلك حتى يسمح للهجوم المصري بالتجوال حرا والتسجيل متى شاء . ولما كان أنصار الفريق الوطني أدركوا بأن هناك " مؤامرة دبرت من قبل في مقر الكاف في القاهرة "، وتأسف الأنصار من الوضعية الكارثية التي يعيشها التحكيم الإفريقي حتى أضحت الكرة المستديرة في القارة عرضة للبيع والشراء في البورصة وأضحوكة أمام العالم. وقد استغرب كل من شاهد الاحتفالات كيف لفريق منهزم أمام عدو لدود وبتلك الطريقة والنتيجة يخرج مناصروه بالملايين يهتفون بحياته وحياة رئيس جمهوريته تحت الهتافات والزغاريد والأغاني الوطنية التي تمجد المنتخب الوطني. أكد مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان أن الحكم البنيني كوفي كودجيا "أفسد" المباراة التي جمعت فريقه بالمنتخب المصري في الدور نصف النهائي للكأس القارية، مشيرا إلى أن طرد المدافع رفيق حليش كان "مخططا له من قبل". وقال سعدان "الحكم طرد أفضل مدافعينا بطريقة مجانية، تم التخطيط لها من قبل"، مضيفا "يجب أن نكون واقعيين: المباراة أفسدها الحكم، هذا واضح وجلي". وفي معرض رده عن سؤال حول احتمال الاحتجاج على الحكم، قال سعدان "ليس ضروريا، يجب أن نتوقف هنا، الأهم هو مواصلة المشوار والاستعداد لكأس العالم". وطرد حليش في الدقيقة 37 إثر عرقلته عماد متعب داخل منطقة الجزاء، فنال البطاقة الصفراء الثانية. وبخصوص مباراة المركز الثالث أمام نيجيريا، قال سعدان "سنحاول إشراك اللاعبين الذين لم تسنح لهم الفرصة في المباريات السابقة"، معتبرا حصيلة المنتخب في مشاركته الأولى في البطولة القارية منذ 6 سنوات "إيجابية جدا وتجربة كبيرة أمام جميع اللاعبين". وختم "حققنا تحسنا كبيرا على المستوى الجماعي، لكن لا يزال أمامنا الشيء الكثير. على العموم سنلعب 6 مباريات وهذا أمر جيد لتطوير مستوى منتخب شاب وله مستقبل كبير".