يشهد قطاع التصدير الألماني عودة حثيثة إلى النمو بعد التراجع الذي تعرض له بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وتركز الصادرات الألمانية على أسواق الدول الصاعدة كالصين والهند والدول العربية أيضا خصوصا ليبيا والجزائر والسعودية التي أدرجها ضمن أولويات برنامج عمله في غضون السنوات القليلة المقبلة. وأظهرت دراسة تحليلية أجرتها مؤسسة "جرماني تريد اند انفيست"، التي تتخذ من مدينة كولونيا مقرا لها، أن قطاع التصدير في الاقتصاد الألماني يشهد عودة حثيثة إلى النمو. وكان هذا القطاع قد تعرض بدوره لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ما تسبب في تراجع التصدير إلى الأسواق التقليدية في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية بشكل ملحوظ. وفي الوقت الذي بينت فيه الوقائع العملية أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد ساهمت في تراجع النمو في الدول الصناعية المتقدمة، الأمر الذي دفع بحكوماتها إلى اتخاذ إجراءات تحفيزية لإنعاشه، فإن الدول الصاعدة كالصين والهند والبرازيل والمملكة العربية السعودية أثبت قدرتها على مقاومة الأزمات الكبيرة بشكل ملفت للنظر. الأمر الذي أكده المدير التنفيذي لمؤسسة جرماني تريد اند انفيست، في سياق عرضه للدراسة التحليلية التي تناولت وضع الأسواق في ثمانية وستين بلدا من بلدان العالم. وبهذا التحليل تضع الدراسة الشركات الألمانية أمام توجه جديد في المستقبل القريب. فمن جانب تدعو الدراسة، حسب بفايفير، إلى زيادة الاهتمام بالأسواق التقليدية للمنتجات الصناعية الألمانية، رغم التراجع الذي تشهده حاليا نتيجة للأزمة ومن جانب آخر تدفع الشركات المنتجة على التوجه نحوأسواق الدول الصاعدة التي تحقق نموا متزايدا رغم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالدول الصناعية الكبرى. ورشات الخماسي في الجزائر تثير شهية الألمان تأخذ دول شمال إفريقيا موقعا متميزا في دراسة المؤسسة الألمانية "جرماني تريد اند انفيست"، التي تعتبر دليل الشركات المنتجة في ألمانيا في الخارج ودليل المستثمرين الأجانب في ألمانيا. وحسب الدراسة فإن الجزائر تشهد نموا اقتصاديا منقطع النظير في كل المجالات الصناعية والخدمية. فقد خصصت الحكومة في الجزائر برنامجا استثماريا وطنيا للتنمية في البلاد، في السنوات الخمس المقبلة بلغت كلفته حوالي150 مليار دولار أمريكي. وفي هذا السياق تلعب الشركات الألمانية دورا كبيرا حاليا ويمكن لها أن ترفع مستوى انخراطها في النموالاقتصادي في الجزائر في المستقبل من خلال زيادة اهتمامها بالسوق الجزائرية الواعدة حيث أبدى العديد من المتعاملين الألمان اهتمامهم بالورشات والصفقات المعلنة .