دعا المحاضر الفرنسي والمختص في علم الموسيقى من جامعة بروفانس جان ماري جاكوبو في حوار خص به "الأمة العربية"، إلى ضرورة التدخل العاجل لمنظمة اليونيسكو قصد حماية الإمزاد من الزوال والإندثار، باعتباره تراثا ثقافيا عالميا، مردفا بقوله: "الوضع خطير ولابد من رسم إستراتيجية حقيقية بالجزائر، بدعم من منظمة اليونيسكو لإنقاذ التراث الجزائري من الإضمحلال، خاصة وأن هذا الطابع الموسيقي المصنف عالميا ضمن التراث الثقافي العالمي والمشهور عند أهل التوارڤ، أضحى يعاني من تقلص المؤديات له عام بعد عام". وأرجع المختص في علم الموسيقى والمناضل ضد التمييز العنصري "جان ماري" الواقع المرير لموسيقى الإمزاد لغياب الإمكانيات المادية للفاعلين في هذا الحقل، لاسيما الجمعيات والعازفين لهذا الطابع التراثي الجزائري، الأمر الذي جعل بعض الطبوع مهمشة وغير معروفة خارج المدن والمناطق الجزائرية، على عكس الموسيقى الأندلسية العربية الذائعة الصيت عالميا. وفي السياق ذاته، إقترح محدثنا حتمية الشروع في سياسية ثقافية ناجعة لإنقاذ الإمزاد، من خلال تنظيم المهرجانات عبر كافة التراب الوطني والتي من شأنها تشجيع تلقينها للنشء، أيضا إدراج تعلم هذه الموسيقى ضمن البرنامج الدراسي في المؤسسات التربوية، وكذا تكوين المؤدين بالتعاون مع المعاهد الجهوية للموسيقى والمعهد الوطني للموسيقى، إلى جانب تخصيص منح للمتمدرسين على ألة الإمزاد التي تعتبر إحدى رموز الثقافة التارقية، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية الجمع بين الفرق الموسيقية الحديثة والتقليدية البحتة للتعبير عن الهوية ووصل الأجيال ببعضها، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الشابة وربط التنشيط الفني مع الحركة الثقافية عموما، وأشار جاكوبو إلى مدى نجاح تأدية هذا الفن العريق بلغات متعددة كاللغة العربية، الأمازيغية، والفرنسية، وذلك حتى يتسنى التطور لهذا الطابع الموسيقي ونشره على أوسع نطاق، ومن ثم الرقي بهذا الإرث إلى مصاف الموسيقى الدولية، موردا في ذلك تجربة كورسيكا في هذا الشأن، ما يتجلى عن هذه الخطوات حسب قوله المرور من التلاحين والمعزوفات المدونة في الإطار المجتمعاتي التقليدي، إلى الجمهور الدولي من خلال عرضها وتأديتها على الخشبة فتعطي بذلك فرحا في النفوس بإيقاعية وأكثر حماسية.