تسببت موجة البرد التي ضربت ولاية الطارف خلال الأيام الفارطة والمصحوبة بالتساقط الكثيف للثلوج خاصة بالمناطق الجبلية في هلاك أعداد من الحيوانات المتوحشة كالأرانب البرية والثعالب والذئاب والخنازير وحتى الطيور التي عثر عليها ميتة لعدم مقاومتها البرودة الشديدة أمام التدني الكبير في درجة الحرارة خاصة بالمناطق الجبلية الحدودية المعروفة بتضاريسها الصعبة . و التي عرفت موجة برد شديدة مصحوبة بتساقط الثلوج لم تعرفها الجهة منذ 40 سنة بحسب أعيانها على غرار بوحجار و عين الكرمة و بوقوس و الزيتونة و العيون ووادي الزيتون حيث غطت الثلوج ببياضها الناصع بساط الأرض عن آخره على سمك يتجاوز 30سنتمترا ومعها غمرت الثلوج مساحات شاسعة من الأراضي والمراعي التي تعتبر مصدر غذاء عدد من أصناف الحيوانات وحتى الطيور بما فيها الجارحة ،ناهيك عن الحصار الذي ضربته الثلوج على هذه الحيوانات التي عجزت عن التنقل من مكان لآخر بسبب سمك الثلوج التي غطت جل المسالك التي تعبر منها . و أكد بعض سكان المناطق الحدودية أن الحيوانات البرية تواجه مصيرا مجهولا بفعل قساوة وغضب الطبيعية التي أدت إلى هلاكها ، مشيرين بأن الحيوانات الجبلية بأصنافها لم تجد ما تأكله بعد أن غطت الثلوج المراعي وحدت من حركاتها ومعها بات هذه الحيوانات تتهاوي موتا تباعا جراء الجوع الذي نال منها في غياب مصادر الغذاء بفعل تهاطل الثلوج فضلا عن هلاك أصناف أخرى من الحيوانات بسبب غلق الثلوج لمصادر التهوية عن الجحور التي تتخذها الحيوانات مأوى لها خاصة الأرانب ما أدى إلى هلاكها . الأرانب والخنازير أكبر ضحايا الثلوج أجمع سكان المناطق ببوقوس أن أغلب الحيوانات المتضررة من موجة البرد تبقى الأرانب والخنازير حيث تم العثور على أعداد منها ميتة في أنحاء مختلفة بسبب الجوع والبرد الذي نال منها ومنها الخنازير التي تكاثرت بالجهة ولم تجد ما تأكله في هذه الظروف المناخية الصعبة خصوصا بعد أن غطت الثلوج نبتة البصيلة وأصناف أخرى من النباتات التي تبقى أهم مصدر غذائي للخنازير. إلى جانب هلاك الأرانب البرية اختناقا وجوعا جراء انسداد التهوية بجحورها بفعل تراكم الثلوج، وقد استغل البعض سوء الأحوال المناخية للخروج في حملات لإبادة وصيد الحيوانات البرية خاصة تلك العاجزة عن الحركة والمقاومة بسبب البرد ومحاصرة الثلوج لها منها الأرانب والثعالب والخنازير. هذا الأخير الذي تكاثرت حملات إبادته بعد أن عاث فسادا وكبد الفلاحين خسائر فادحة في الآونة الأخيرة حيث استغل السكان فرصة رداءة الأحوال الجوية للخروج جماعات للتخلص منه، فيما دفعت موجة البرد بعض المناطق الأخرى إلى النزوح إلى التجمعات السكانية بحثا عن ما تأكله من الفضلات المنزلية والقمامة . طيور تتهاوى من أعشاشها بفعل البرد القارس والجوع من جهة أخرى سجل بالمرتفعات الجبلية لبوحجار هلاك أصناف من الحيوانات الجبلية منها النادرة كالضربان والنمس والثعلب ذو الوجه الأبيض وكذا الطيور بأصنافها على غرار السمان والحجل وحتى الطيور الجارحة بفعل البرودة وغياب مصادر الغذاء، حيث أدى الجوع إلى هلاك أعداد منها و التي عثر الرعاة عليها ميتة في أنحاء مختلفة. فيما تهاوت أفراخ الطيور من أعشاشها ومن أغصان الأشجار أرضا لعدم قدرتها تحمل قساوة الطبيعة والجوع الذي نال منها حيث لم تجد ما تأكله منذ عدة أيام . وقد شكلت المصالح المعنية لجنة للوقوف على الوضعية و ضبط الخسائر التي طالت أصناف الحيوانات التي هلكت جراء موجة البرد وتساقط الثلوج . من جانب آخر تسبب نشاط بعض الأودية الرئيسية في هلاك عدد من الحيوانات البرية التي جرفتها السيول والتي عثر عليها ميتة على ضفاف الأودية خاصة الخنازير والذئاب بما فيها حتى رؤوس من الماشية والاحمرة . إحصاء أزيد من 100رأس من الماشية هلكت بفعل البرد لم تمر موجة البرد سلاما على الموالين دون الإيقاع بخسائر بهم حيث أحصي هلاك أزيد من 100رأسا من الماشية خاصة بالمناطق الحدودية تحت موجة البرد والجوع جراء انعدام الكلأ حيث غطت الثلوج والمياه المراعي في الوقت الذي عجز فيه مربو المواشي توفير حاجيات مواشيهم من الأعلاف لمجابهة هذه الظروف المناخية والتي زادت عليها الأمراض التي أدت بدورها إلى هلاك رؤوس أخرى بما ألحق خسائر فادحة بالمربين في ظل افتقارهم للتأمين الفلاحي في مثل هذه الأحوال . كذلك الحال بالنسبة لمربي النحل الذي دقوا ناقوس الخطر بعد أن ألحقت بهم التقلبات الجوية خسائر فادحة جراء هلاك النحل وخاصة الملكات بسبب البرودة وتدني درجة الحرارة حيث لم تجد خلايا النحل ما تتغذى عليه لإنقاذ حياتها من الموت وبات الصناديق خاوية وهو ما ينذر بموسم أبيض يقول المربون دون إنتاج العسل.