تغيرت طبائع العائلات في التحضير لعيد الفطر المبارك خلال السنوات الأخيرة، ويختلف الاستعداد للعيد عن ريحة زمان التي كانت المناسبة فيه تعني اجتماع العائلة على مائدة لعجن الحلويات وتنظيف المكسرات، وقبل ذلك تسببها في طوابير لشراء المستحضرات، حيث لا يخلو أي بيت من انبعاث روائح “لقاطو” التقليدي، لكن سرعان ما تغيرت العادة وبالكاد تختف من البيوت الجزائرية بحكم تفضيل العائلات اقتناء حلويات جاهزة. وانتقلت حركة المستهلكين من أسواق الخضر والفواكه إلى المحلات التجارية بمناسبة اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، عائلات لم تتبدل عادتها وتقاليدها في اقتناء مستحضرات إعداد أشهى أطباق الحلويات، حيث لم يمنع غلاء المكسرات وسميد المقروط، والسكر، الشكولاطة، و الكاكاو من أن تكون حلوى صنع اليد في المنزل، فيما تعثر شراء العشرات لمستحضرات نار كالمكسرات على اختلاف انواعها. واختارت بعض العائلات أن تشتري لوازم الحلوى من اليوم استعدادا للعيد ولتزيين جلسات المغافرة بأشهى أطباق الحلويات، والأرجح أن العائلات لا تريد تطليق العادة في تحضير الحلويات التقليدية، حيث تحطم قاطو المقروط والقريوش رقما قياسيا في إعداده في الغرب الجزائري، وتركز العائلات على ان تكون عادة الأجداد حاضرة مهما كلفها الأمر في صنع حلويات عصرية. وتابعنا حركة بعض السيدات في المحلات التجارية، هبّت لاقتناء العسل، السميد، الفرينة، الزيت، السكر، والخميرة، وهي المواد الأكثر طلبا منهن لإعداد الحلويات التقليدية، والاقتصادية في نفس الوقت، وحسب البعض أن العيد لا طعم له إذا لم يكن هناك رائحة الطورنو والمقروط والقاطو العادي على المائدة، وهي من العادات التي لا تترك، تتفنن أيادي ربات البيوت في تجهيزها، وتلوينها حتى تكون في متناول الأطفال. هذا ولم يمنع غلاء المواد الأولية في صنع حلويات العيد من الإقبال المكثف عليها، على غرار سيدات في مقتبل العمر وجدناهن منشغلات في شراء المكسرات ولكن بطلبيات محدودة، فارتكزن على شراء الفول السوداني والسمسم أكثر من اللوز الفستق والجوز الهندي لتراوح أسعاره من 1900 إلى 2000 دينار، أين تكتفي ربات البيوت بطلب كميات محدودة ومعقولة جدا لتزين الحلويات، فيما يشتد الطلب على الفول السوداني والذي تتراوح أسعاره من 340 إلى 350 دينار للكيلو غرام الواحد. كما اشتكى آخرين من التهاب أسعار المكسرات، واكتشافهم ببيع مكسرات رديئة النوعية بأسعار جنونية طالبوا اعوان المراقبة بالوقوف لحجزها، قبل أن تقع بين أيادي المستهلكين. ياسمين/ق