يتحوّل حي محمد بوضياف التابع لبلدية حاسي بونيف إلى مكان للتزلج كلما تساقطت الأمطار، حيث يصعب السير في طرقاته الترابية التي لم تخضع للتهيئة منذ سنين خلت. واشتكى سكان هذا الحي المنسي، من انعزالهم التام عن العالم الخارجي داخل حيّهم بمجرّد تساقط زخات الأمطار، لا لشيء سوى لأن طرقاتهم جدّ مهترئة، وهي عبارة عن مسالك ترابية وطينية، تتحوّل إلى مساحات كبيرة من الأوحال، مما يصعّب الحركة ويشلّها تماما سواء بالنسبة للراجلين أو سائقي السيارات. هذا الوضع يضطر قاطني حي محمد بوضياف للانعزال والبقاء في منازلهم رفقة أبنائهم، فيتغيّب العامل عن عمله والمتمرس عن مدرسته، خاصة وأن العديد منهم كانوا ضحايا الانزلاق شتاءً وتعرّضوا لكسور بليغة، الأمر الذي جعلهم يتحاشون ويتفادون الخروج من منازلهم كلما تهاطلت الأمطار وحتى بعدها بأيام بسبب الأرضيات الزلقة التي تتّسم بها طرقاتهم الترابية، مؤكدين أنه حتى الأحذية البلاستيكية لم تنفع لديهم، وأن العديد منهم كانوا يستعملون الأكياس البلاستيكية التي يرتدونها فوق أحذيتهم لتفادي الاتساخ والانزلاق، إلا أن هذا لم يشفع لهم أمام الوضعية الكارثية للطرقات التي أكل عليها الدهر وشرب ولن تعد صالحة للاستعمال، ما أثّر بالسلب على حياة سكان حي محمد بوضياف الذين أضحوا يعيشون حياة البؤس والشقاء وحياة البدو في بلدية كان بالإمكان أن يسعى مسؤولوها للنهوض بكل أحيائها، من خلال برمجة مشاريع في إطار تحسين المستوى المعيشي للسكان. هذا ولقد اشتكى السكان من مشكل الفيضانات التي تغمر بيوتهم شتاءً ويضطرون قضاء الليالي البيضاء دون نوم خوفا من حدوث الكارثة، وذلك بسبب انسداد البالوعات والمجاري المائية، مما يتسبّب في تجمّع مياه الأمطار وتشكيلها لفيضانات عارمة تهدّد قاطني الحي وأطفالهم، حيث لا يسلم هؤلاء السكان سواء داخل منازلهم بفعل الفيضانات ولا خارجها بفعل الأرضية الزلقة نتيجة الأوحال. كل هذه الأوضاع المزرية جعلت هؤلاء المغبونين يطالبون بمشاريع من شأنها النهوض بطرقاتهم المهترئة، من خلال تعبيدها وتهيئتها وكذا تنظيف البالوعات والمجاري المائية وإيجاد حلّ لمشكل الفيضانات الذي يؤرقهم وينغّص عليهم حياتهم كل فصل شتاء، أين يعيشون الغبن والمعاناة داخل هذا الحي المهمّش.